شِعرٌ يؤبّنُ صاحبَه! (تخيلتُ أنني قد رحلتُ عن الدنيا ، وخلفتُ قصائدي للرقاد الطويل ، تحظى بالإهمال والتضييع والترك! وذلك كما حظيَ صاحبها من قبل بالإهمال والتضييع والترك! ذلك أن الشعر كغيره من الفنون ، ما لم توجد جهة تتبناه وتتابعه وترقى به ، ورواة يروونه ويتناولونه ومطابع تشرف عليه تدقيقاً وتحقيقاً وتنقيحاُ ونقداُ ودراسة وطباعة ونشراً وتوزيعاً ، فإنه يحكم عليه بالضياع والإهمال والترك! ولقد حاولتُ قدر المستطاع في خضمّ الحياة الهائج المتلاطم الأمواج ، وسعيرها اللافح المستعر ، ومشاغلها اللامحدودة ، وحاجاتها الملحة ، ومطامحي وآمالي وطموحاتي وأمنياتي التي هي أضعاف عمري ، وكنتُ موقناُ أن العمر سوف ينقضي يوماً ولم أحقق عُشر معشار هذه الآمال والطموحات والأمنيات ، حاولتُ والحال هكذا أن أنشر هذا الشعر قدر المستطاع ولكنني للأسف لم أستطع حيث عضلتْ بي إمكانياتي والواقع المزري الذي يصغي لشعراء الإسفاف والرذيلة وليس يُعنى بشعراء القيم والفضائل والأخلاق!)

© 2024 - موقع الشعر