المرتزقة في شعر أحمد علي سليمان! (عرّجنا من قبل على حال المرتزقة عبيد الدراهم والدنانير. وذكرنا في مقدمة قصيدة سبقت أن الحذاء إذا امتلأ بالمال فلن يكون إلا حذاء! وكذلك أهل الارتزاق لن يصبحوا بالمال ولو كثر أناساً آخرين لهم شأن في عالم البشر. إن قصيدة (الطوفان) أنسجها أيضا للمرتزقة الذين لست منهم في شيء ، وليسوا مني في شيء. فنحن صدقاً على طرفي نقيض ، وشتان بين مشرّق ومغرّب. ومهما جاملَنا غير واحد منهم وتباكى على القيم وأحوال الناس ، فإن هذه المجاملة وذلك البكاء أو التباكي محض نفاق ورياء وخداع لا يرقى إلى مرتبة اليقين. إنني أعرف من أحوالهم ما لا يعرفون هم عن أنفسهم. ذلك أنني أزنهم بميزان العقيدة والتوحيد. بينما هم لا ميزان لهم إلا المال فقط. وميزان التوحيد والعقيدة يزن المال وأهله وعبيده. في حين لا يزن ميزان المال التوحيد والعقيدة.)

© 2024 - موقع الشعر