(بعد أن أدى إمامٌ ما صلاة العشاء في مسجدٍ ما ، فوجيء ببعض المصلين يُلقون في حِجره بأوراق نقديةٍ مختلفةِ القيمة ، وكان الرجل حديث عهد بمسجدهم والصلاة بهم ، وكان لا يزال في محرابه يختمُ صلاته! فسأل: ما المناسبة؟ فقالوا: غداً الجمعة أول أيام عيد الفطر ، وأعلِنَ ذلك رسمياً! فقال: وهذه الدنانيرُ عِيدية إذن! فقالوا: لا ، بل هي زكاة أموالنا! فصاح الرجل فيهم: لستُ من أهل الصدقات! خذوا دنانيركم ، قالوا: لا ، إنما هي كلها لك ، إن لنا أربعين سنة على هذا المنوال! فردَّها الرجل إليهم تعففاً ، وقرر أن تكون خطبة جمعته في اليوم التالي (الجمعة) بعنوان: (لمن تجب الزكاة؟)! فإذا بالمرتزقة يشوشون على الرجل ، ويطلبون مناظرته وسماع خطبته لرفع تقرير بشأنها! فطلب الرجل من المشرف على المناظرة أن يستمع إلى خطبته بعض طلبة العلم ، وحدَّد أسماءهم ، فاستُجيب له ، واستمعت اللجنة التي عينها لخطبته ، وأعطتْ تقريراً أن نسبة الحق فيها تصل إلى تسعة وتسعين في المائة! الأمر الذي أحرق أكباد المرتزقة وأشعل النار في قلوبهم! فكادوا له ، واستعْدَوا عليه من أنهى عقده انتقاماً منه! فكتبتُ هذه القصيدة الانتصارية حكاية على لسانه في

© 2024 - موقع الشعر