المنشدون في شعر أحمد علي سليمان! (ظل ذلك الحادي يتهم البحور والأوزان العربية الأصيلة بأن بعضها خال من التناغم واللحن. وزاد حبات الطين بلة عندما قال: إن بعض البحور العربية يصلح للإنشاد والحداء والبعض الآخر لا يصلح لشيء من ذلك. وزعم بأن الكلمة هي التي تصنع اللحن ، فراح صاحبنا يثبت له بالدليل المنطقي من البحور والتفاعيل والأوزان أناه كلها متناغمة متناسقة بل وحُدائية مادامت ملتزمة بالعروض العربي وشروط القافية...واستشهد شاعرنا بالبحور (الخفيف والمتقارب والمتدارك ، وزاد فذكر الوافر والكامل والرمل والطويل ) وأنشدها أمامه مجردة بالأنغام واللحن ليثبت أن اللحن شيء والكلمة شيء آخر. نعم قد تزيد الكلمة جمال الأداء ولكن اللحن ثابت ليس بالكلمة بل بالوزن والقافية. والأمر على ما وصف الأستاذ محمد الخضر حسين: (يبرع بعض العلماء في الشعر ، ولكن فحول الشعراء من غير العلماء يكون جيد أشعارهم أكثر ، ونَفَسهم في الشعر أطول ، وقرائحهم إلى المعاني أسرع. ويجري على ألسنة المحاضرين ، وأقلام الكتب حديث التجديد في الشعر ، ولسنا ممن يتجافى عن رأي التجديد إذ التجديد سُنة من سنن الشعراء النابغين ، وإنما نريد بحث ما يعنى

© 2024 - موقع الشعر