لَسَيري في الفَلا وَاللَيلُ داجٍ - صفي الدين الحلي

لَسَيري في الفَلا وَاللَيلُ داجٍ
وَكَرّي في الوَغى وَالنَقعُ داجِن

وَحَملي مُرهَفَ الحَدَّينِ ضامٍ
لِحامِلِهِ وَجودَ النَصرِ ضامِن

وَهِزّي ذابِلاً لِلخَيلِ مارٍ
يُلينُ بِبَزِّهِ صَدراً وَمارِن

وَخَطوي تَحتَ رايَةِ لَيثِ غابٍ
بِسَطوَتِهِ لِصَرفِ الدَهرِ غابِن

وَرَكضي أَدهَمَ الجِلبابِ صافٍ
خَفيفَ الجَريِ يَومَ السَلمِ صافِن

شَديدُ البَأسِ ذو أَمرٍ مُطاعٍ
مُضارِبُ كُلِّ قَرمٍ أَو مُطاعِن

أَحَبُّ إِلَيَّ مِن تَغريدِ شادٍ
وَكَأسِ مُدامَةٍ مِن كَفِّ شادِن

وَحَشّي بِالكُؤوسِ إِلى بَواطٍ
ظَواهِرُهُنَّ غابٌ وَالبَواطِن

وَلَثمِ مُضَعَّفِ الأَجفانِ ساجٍ
بِمُطلَقِ حُسنِهِ لِلقَلبِ ساجِن

وَفِكري في حَياةٍ أَو وَفاةٍ
لِأُرضي كُلَّ فاتِنَةٍ وَفاتِن

فَأُمسي وَالشَوامِتُ بي هَوازٍ
كَما شَمِتَت بِبَكرٍ في هَوازِن

وَلَيسَ المَجدُ إِلّا في مَواطٍ
عَلى هامِ السَماكِ لَها مَواطِن

بِعَزمٍ في الشَدائِدِ غَيرَ واهٍ
وَبَأسٍ في الوَقائِعِ غَيرَ واهِن

وَصُحبَةِ ماجِدٍ كَالنَجمِ هادٍ
يُسِرُّ النَطشَ حِلماً وَهوَ هادِن

وَكُلُّ غَضَنفَرٍ لِلبُؤسِ كامٍ
شَبيهِ السَيفِ فيهِ المَوتُ كامِن

كَريمٍ لا يُطيعُ مَقالَ لاحٍ
غَدا في فِعلِهِ وَالقَولِ لاحِن

تَقِيٍّ مِن ثِيابِ العارِ عارٍ
بِهِمَّتِهِ لِأَنفِ الدَهرِ عارِن

وَعُشرَةِ كاتِبٍ لِلعِلمِ قارٍ
لِحُسنِ الخُلقِ بِالآدابِ قارِن

أَخي كَرَمٍ لِداءِ الخِلِّ آسٍ
وَماءُ الوُدِّ مِنهُ غَيرُ آسِن

وَإِن أَنقَذتَ نَفسَكَ في مَعادٍ
وَصَيَّرتَ العَفافَ بِها مَعادِن

فَما لَكَ في السَعادَةِ مِن مُوازٍ
وَلا لَكَ في السِيادَةِ مِن مُوازِن

© 2024 - موقع الشعر