لقد ضيعتنا يا زوجي! - أحمد علي سليمان

أحقٌ ما يُرَدَّدُ أم إشاعَة؟
لَعَاً للإفك لا نهوى اسْتماعَهْ

يقول الناس: زوجُكِ نالَ سِجناً
طويلَ العهدِ يَغرَقُ في البَشاعة

وضَيَّعَ أسرة ، وقضى عليها
وجَرَّعَها المَذلة والوَضاعة

وألبسَها المُفرِّط ثوبَ خِزي
ومَسْغبة ستعقبُها المَجاعة

وفقراً مُدقِعاً بين البرايا
وصِيتاً بالغاً أقصى الشناعة

فتعساً للمُخَدِّر هدَّ بيتاً
وأورثه الخسارة والإضاعة

وبعدَ تَثبُّتي أدركتُ حقاً
فقولُ الناس لم يَكُ بالإشاعة

ونصفُ الدَّرب إدمانٌ وشربٌ
وفي المَقهى التقتْ أخزى جماعة

ونصفٌ آخرٌ في البيع نقداً
وبعد الدَّفع تُستلَم البضاعة

يُتاجر من شقوا في الإكستاسي
وبيعُ مُحَرَّم أشقى بضاعة

لَعاً للمُشْترين فشرُّ خلق
وباعة ما يُخَدِّرُ شرُّ باعة

وكان ضحية الأوغاد زوجي
وقد تبعَ الألى انحرفوا تِباعة

يمينَ الله لم نحزنْ عليهِ
وإمَّا قال قاطعنا سماعَه

ليدفعْ وحده ثمنَ الترَدِّي
ويَحمِلُ في جَوانحه وِجاعه

ولم يَظلمْه مِن أحدٍ ، ولكنْ
ظلومُ النفس خانتْه البراعة

مناسبة القصيدة

(ابتُليتْ هذه الأسرة براع مُدمن للمُخدِّرات! وحارَ اليَراعُ ومارَ وهو يحاول معي تصويرَ مقدمة هذا النص! وإنك لتكادُ تقرأ آثار الضياع على وجوه أفراد العائلة من تفاقم للآلام وطوارق الأيام ودغاول الأوهام! فلك أن تتخيل أسرة تَطحنها المعاناة وتَدهمُها غوائل الليالي ، حيث أدمنَ الزوجُ المخدرات ، وعشِقَ أعتى المواد المُخدِّرة بإطلاق وهي مادة: (الإكستاسي) ، وأصبح يبيع في سبيلها الغالي والنفيس! وأضحى من تأثيرها كالثور الهائج يضرب فيكسر العظم ، ويُسيل الدم ، ويَهتك الأنسجة ، ويُوجد الكدمات والشروخ والمُلوخ ، ويُعطل الجوارح! وتطورتِ الأحوالُ المُؤسفة من إدمان المُخدِّرات إلى تجارتها! وانتهى المطافُ إلى حكم بالسِّجن خمسة عشر عاماً! فصاحتِ الأم باكية: لقد ضيَّعتنا يا زوجي! ولستَ وحدَك مَن تدفع الثمن!)
© 2025 - موقع الشعر