أخلاقك شخصيتك! - أحمد علي سليمان

كم بأخلاق سَما مستقيمُ
واستمى بالمَكْرُمات كريمُ

كم سبَتْ أخلاقُ فذٍ قلوباً
والسجايا كم سَباها حكيم

كم بإحسان تسامتْ نفوسٌ
وببذل العُرف تُجلى الغموم

صاح فاسلكْ - في الحياة - التحدي
وابتهاجُ العيش دَربٌ قويم

سوف يبقى الخيرُ في الناس دوماً
صاح هل شرٌ بأرض يَدوم؟

إن قوماً عاملوك برفق
لا كقوم هم – وربي - خُصوم

ذات يوم يُصبحُ المرءُ ذِكرى
هل تساوى الخِبُّ والمستقيم؟

واختيارُ الرأس صعبٌ عسيرٌ
حارَ - في هذا السجال - العليم

وشؤون الشغل تحتاجُ فذاً
لا يكونُ - في جَمعه - مظلوم

يَرتضي العدلَ سبيلاً لعيش
لا يُحِبُ العدلَ إلا العظيم

ليس يَرضى بالدنية نهجاً
ليس يَرضى الدونَ إلا الذميم

يَستمِدُّ من تساميه درباً
في مَداه للجميع النعيم

ليس قط يَستفز البرايا
بل يُصافي مُدركاً ما يَروم

مُخلِصٌ فيما يُؤدي احتساباً
وبإرجاع الحقوق زعيم

لا يُقِرُّ الظلمَ سَمتاً وهَدياً
عَيشُنا بالظلم عيشٌ عقِيم

إنما بالعدل تحيا فِئامٌ
شَأنُهم بالعدل صِدقاً يقوم

واحترامُ الناس طبعُ النشامى
لا يُهينُ الناسَ إلا اللئيم

إنما بالخُلْق تسمو شُعوبٌ
وبدون الخُلْق لا تستقِيم

مناسبة القصيدة

(إن موقف هِنري فورد مع الشخصين اللذين أراد تعيين أحدهما مديراً مسؤولاً في شركته ، يدل على فطنة الرجل وذكائه في معرفة أخلاق الرجال! إنه الملياردير المعروف هنري فورد مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات ، والذي كان ينوي تعيين شخص في منصب ما في إدارة شركته ، فاختار اثنين من نفس الجامعة ونفس التخصص ، ودعاهم لتناول العشاء معه في أحد المطاعم. وبعد العشاء بينما خرجَ الجميعُ من المطعمِ! قال فورد لأحدهما: لقد تمَّ تعيينك في المنصب! وقال للآخر: أعتذرُ منكَ ، لن تكون ضمن فريقنا. استجمعَ الشَّابُّ المرفوضُ شجاعته ، وقال له: سيد فورد ، هل لي أن أسألكَ سؤالاً؟ فقال له: تفضل. قال نحن لم نتحدثْ عن الهندسة ، ولا السيارات ، ولا الجامعة ، تحدَّثنا في الأمورِ العامةِ فقط ، فلِمَ تمَّ توظيف صديقي ورفضي أنا؟ فقال له: لسببين اثنين:- الأول: صديقك تذوَّقَ شريحةَ اللحمِ ثم أضافَ إليها ملحاً ، وأنتَ أضفتَ الملحَ قبل أن تتذوقها ، يعجبني الأشخاص الذين يُجرِّبُونَ الأشياءَ قبل محاولة تغييرها. الثاني: كان صديقك مؤدباً مع النادلين يقول: شكراً ، وآسف! أما بالنسبةِ لكَ فكانوا غير مرئيين تماماً ، كنتَ مؤدباً معي فقط! القائدُ الرائعُ الذي يريدُ أن يتركَ أثراً في عمله عليه أن يتعاملَ مع الجميعِ على أنهم بشر. إنها تصرفاتٌ صغيرةٌ تُنبئُ بالكثير! فكتبتُ في ذلك على البحر المديد هذه القصيدة!)
© 2024 - موقع الشعر