فصيح("وسائد الأمنيات") - أحمد بن محمد حنّان

وكأن تأجيلَ الهبوطِ لرحلتي
بعواصفٍ تشدو الصريرَ وراعِدَا

هو حجةُ الأقدارِ في صدفِ الهوى
أو خطةٌ تسِمُ القلوبَ مكائِدًا

حتى إذا علِقَ الفؤادُ ونبضُهُ
كان الزمانُ على كلينا زاهِدَا

فطفقتُ أغوي زهدَهُ في حسنِها
أُبدي الجمالَ كنائسًا ومساجِدَا

غُنْجٌ وزينُ ملامحٍ ونعومةٌ
جسدٌ يؤرقُ في المفاتنِ عابِدَا

فلعلها اللحظاتُ تخْلدُ بيننا
ويتيهُ وقتٌ في المليحةِ مائِدَا

هيهات بعضُ الأمنياتِ محالةٌ
وخيالُنا فيها يجودُ وسائِدَا

هل ذنبُ حوراءِ العيونِ نبالُها
إن ضلَّ في الطرقاتِ سهمٌ عائِدَا ؟!

فأجبتُ نفسي ذنبُها الذكرى فقط
ولقد سلوتُ فلا تَردِّي جاحِدَا

غضبتْ وشدَّتْ في خناقي سؤلَها
إن كان حقًا قد سَعِدتَ مباعِدَا

فلم الدقائقُ لاتزالُ تعيدُها
عيني ويحفظُها المكانُ مَشَاهِدَا ؟

ياليت أنَّي في الرياحِ تلوكني
وتمجُّني في قومِ عادٍ بائِدَا

فعذابُ ريحِ العاتياتِ لبرهةٍ
لكنَّ من نهوى يقيمُ شواهِدَا

ويقيمُ يضرِمُ في الحنايا شوقَهُ
وأقيمُ أنظمُ في القصيدِ فرائِدَا

3/1/2024
© 2024 - موقع الشعر