فصيح "جذوةٌ لاتنطفي" - أحمد بن محمد حنّان

قَدِمتْ إليَّ خلاخلا وسوارَا
وتميسُ داخلَ مُقلتي أنوارَا

وتَعُدُّ من صُدِفِ اللقاءِ لئالئًا
لتصُفَّها في جعبتي أفكارَا

أشواقُها ذكرى تُهيِّض مُهجتي
في ملعبٍ يشدو لنا الأسرارَا

نتقاذفُ الكَلِمَ الجميلَ براءةً
ككراتِ ثلجٍ والقلوبُ حيارَى

لَمْ نَستفِقْ إلا ورسْمُ كفوفِنَا
قلبانِ تَشْبُكُ حُبَّها أشعارَا

وقَدتْ بقلبي جِذْوةً لا تنطفي
وجريتُ داخلَ قلْبِها أنهارَا

تبًا لكلِّ مسافةٍ لا تنقضي
وتزيدُ بؤسَ بعادِنا أمصارَا

جاءتْ وقد هزمَ الحنينُ فؤادَها
والشوقُ يهزمُ في الغرامِ عذارى

ويفُتُّ أكبادَ الرجالِ بحرقةٍ
فظننتَهُمْ لولا الحنايا نارَا

جاءتْ قواريرًا يُرنِّحها الجوى
لتصُبَّ في ثغري الهوى مِدْرارَا

من دُونِ كأسٍ قد شربتُ فقال لي
بئسَ الرفيقُ فلم تُدرْ أدوارَا

صمتًا فَلمْ أسمعْ بكأسٍ عاشقٍ
أو دَورةٍ فيها الكؤوسُ سُكارَى

دعني ومن عَشِقتْ شفاهيَ واِنتهتْ
لسلافِ ثغري تعزفُ الأوتارَا

ذكرى تعتِّقُها ستائرُ خِدْرِها
غيما لتهطِلَ عطرَها أمطارا

فلثَمْتُ أنسامَ الدِّيومِ بخافقي
ولثَمْتُ قطْرَ هطولِها إعصارَا

17/4/2024
© 2024 - موقع الشعر