عروسة المولد - أحمد علي سليمان

عَروسُكم أصْلها بالزيفِ مُتصِفُ
يا قومَنا - بالذي أقولهُ - اعترفوا

في مَنبت السُوء والتضليل قد نبتتْ
خضراءُ دِمنتِها ، والحالُ مُنكشِف

وعُرسُها لا يُساوي عُشْرَ كُلفتِها
ومَن سَفيهٌ له - في عِشقِها - كلف؟

تُضاهِيءُ الوُثْنَ والأصنامَ هيئتُها
وصُنعُها ما احتفتْ ببذله الحِرَف

ولونُها أحمرٌ قان لناظرهِ
يُشابهُ الجُرحَ منه الدمّ يَرتعِف

يلهو بها المُشتري في الأهل مبتشراً
بها تحققَ للمُغفل الهدف

حتى إذا لحقتْ بالغِر مَسغبة
ما انفك يأكلها ، كأنها علف

كعابدٍ صنماً بالأمس في ملأ
وكان قد صاغه تمراً كما وصفوا

حتى إذا جاع كان الأكل موعده
مثل العروسة هل تراه يختلف

وطعمُها سُكّرٌ تُشْجي حلاوتُه
وليس يوماً عن الشِهاد يختلف

وألبسوها من الثياب أفخمَها
لها خِمارٌ ، وبالجلباب تلتحف

في كل عام يُعيدُ القومُ سِيرتها
وتحتفي بالذي قالوا به الصحُف

فقائلٌ: هذه العروسُ طعمتُها
من الجنان أتتْ يا ناسُ فارتشفوا

وقائلٌ: أكْلها يُفيدُ صحتكم
ولا يُصيبُ الذي يَسِفها عجف

وقائلٌ: تُذهبُ الأشجانَ إن أكِلتْ
مع البَليلة ، بئسَ الزورُ والخَرَف

وقائلٌ: سُنة بُشرى لصاحبها
لا تهجروها ، ففيها الخيرُ والشرف

ويشهدُ اللهُ أن القوم ما صدقوا
بل إفكُهم عن هُدى الإسلام منحرف

فهل دليلٌ على ما قيلَ يُسعفُهم؟
أم أن قوماً على بُهتانهم عكفوا؟

ما أيسرَ الزورَ إذ راجتْ بضاعتُه
والجاهلون إلى المفاسد انجرفوا

هذي الموالدُ في أصقاعنا بدعٌ
والعقلُ يرفضُها ، والشرعُ والحنف

ومولد المصطفى مَن كان أصّله؟
هل سَنه للورى الأصحابُ والسلف؟

الفاطميون هم مَن صَدّروهُ لنا
وخابَ قومٌ عن الصواب قد صُرفوا

وسائلوا كتبَ التاريخ تُخبرُكم
كالروض وردتُهُ طابت لمن قطفوا

ويوم مولده يا قوم يوم قضى
والباحثون لهذا النص قد عرفوا

و(ابنُ الخميس) له ذكرى وتذكرة
فتابعوها لكي يرتاح مَن هتفوا

وراجعوا (صالحَ الفوزان) يُتْحفُكم
بفتويين هما تِرياقُ مَن خرفوا

و(ابنُ العُثيمين) وافانا وبصّرَنا
وقوله الفصلُ أخزى كل من أنفوا

هدْي النبي بريءٌ من هوى فِرق
أصحابُها بالذي لم يعرفوا هرفوا

الاحتفاء به تطبيقُ سُنته
هذا سبيلُ الألى بهديه شغفوا

فحققوا أخذكم للحق ، وانتبهوا
ما ضل قومٌ على دليلهم وقفوا

واستمسكوا بعُرى التوحيد يعصمُكم
من الضلال الذي أهلُ الهوى اقترفوا

هذي النصيحة أتلوها وأسْطرها
شِعراً تحنّ له ألبابُ مَن ثقفوا

دعوا العروسَ وذكراها ومولدَها
فالمسلمون بما هم أحدثوا ضعفوا

عِيشوا على شِرعة المليك ، واعتدلوا
وخابَ كل الألى عن نهجها صدِفوا

وخيرُ قول لنا قرآنُ خالقنا
فهل تقاة الورى عن آيه انصرفوا؟

وخيرُ هدي لنا ما سنّ أحمدُنا
والآلُ والصحبُ والأتباع مَن سلفوا

وكل مُحدثةٍ فبدعة خبُثتْ
مهما زهتْ شمسُها يوماً ستنكسف

وكل بدعةٍ الضلالُ أوجدَها
والنارُ موعدُ مَن لفعلها ألفوا

إلهَنا رُدّنا للحق أجمعنا
وكُن معيناً لنا على الألى اعتسفوا

مناسبة القصيدة

عروسة المولد! (الاحتفال الحق بمولده – صلى الله عليه وسلم – هو تطبيق سنته وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه! أما السرادقات والحلوى والعرائس والموسيقى والغناء ، فبدعٌ استحدثها الفاطميون. وما كان على عهد السلف الصالح شيءٌ منها! وإذن كما أسلفنا من قبل ونكرر: لا أساس للحلوى ولا لعروس المولد ولا للاحتفال بمولده – صلى الله عليه وسلم -. والدين إنما يؤخذ من كتاب الله تعالى وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - وليس من أحوال الناس ولا من عاداتهم ولا من تقاليدهم! ولا من كتب التاريخ التي أغلب كتابها كحاطبي الليل ، ومعظم أخبارهم تضليل!)
© 2024 - موقع الشعر