المتفوقون - أحمد علي سليمان

تفوقوا ، وأحرزوا العلوَ والنجاحْ
وحققوا السموَ والرقيَ والفلاحْ

غداً ترونهم يُجَمِّلون عيشهم
ويأكلون قوتهم بمكسب مُباح

فذا مهندسٌ يُشيّدُ الصروحَ في
مِهادنا ، ويبعث الحياة في البطاح

وذا يُعالجُ المريضَ مِن سقامه
بطبه وعلمه نودّعُ الجراح

وذاك عالمٌ يبلغ الورى الهُدى
وبينهم يُغلبُ القرائنَ الصِحاح

وذا معلمٌ له العلومُ زللتْ
وقُلِدتْ – بشرحه - الجواهرَ المِلاح

وذاك - في صناعة الحياة - جهبذ
وما عليه - إن صفتْ لغيره - جُناح

وذاك - في زراعة الثمار - مُبدعٌ
ورغم غرقدِ الظروفِ يزرعُ الأقاح

وذاك الاقتصادُ فنه وشغله
ورأيُه - لحلّ مُشكلاتنا - صُراح

وذاك منشدٌ نشيدُه ترنمٌ
يُزيلُ - مِن قلوبنا - لواعج النواح

وذاك قارئٌ يعي كتابَ ربّه
ويقرأ الكتابَ في الغدوُ والرواح

وذاك كاتبٌ له صدىً وفكرة
شريفة عفيفة لها التقى وشاح

وذاك شاعرٌ قريضه سفينة
تسيرُ لا كما تشا ، وتشتهي الرياح

وذا مؤرخ ، وسِفرُه سبائكٌ
ونصّه مُحققٌ مُدققٌ بَواح

وذا مناضلٌ يصون مجد أمةٍ
بروحه ، ولو على أسِنة الرماح

وذا محاسبٌ منظمٌ ومنصفٌ
حسابُه استمى فليس ينصِب القِداح

وذاك فارسٌ ، حِصانه طوى الفلا
ومَن سِواه ينبري ليكبحَ الجماح

وللضباح - في النِزال - وقعُه الذي
يُزلزل العِدا فمن سيُخرسُ الضباح؟

وذاك رائدُ الفضاء في السما اعتلى
سفينة الفضاء طائراً بلا جَناح

وخلف كل مُبدع مُعلم مضى
يُضاعف الجهود حِسبة ويبعث الكفاح

ويسهرُ اللياليَ الحوالكَ الدجى
يُحضِّر الدروسَ مُجهداً إلى الصباح

وشرحُه قلائدُ الجُمان أشرقتْ
وجده مزخرفٌ برقة المِزاح

وجدّه مشرّفٌ مباركُ العطا
يحثنا جميعنا لكيل الامتداح

وعزمُه يقودُه لذروة العُلا
وبالصمود تزدهي مطامحُ الصلاح

وبارك الإلهُ مَن يَدله دلالة
وفي المَضا له خُطىً فِساح

وعِزة النفوس تشحذ المضا
إذ تنشدُ الرُقيّ في مَدارج النجاح

على المليك لن أزكيَ الأنامَ ، لا
ومَقصدي مِن النفاق والريا قَراح

وبارك المليكُ للجميع سعيَهم
وأسعدَ الجميعَ في جِنانه الفِساح

مناسبة القصيدة

المتفوقون (طلب مني الزملاء بالمدرسة بعض أبيات تلقى على مسامع جموع الحاضرين والحاضرات ، في حفل تكريم المتفوقين والمتفوقات من طلاب وطالبات (المدرسة) حيث أعمل فيها معلماً للغة الإنجليزية. واعتذرتُ في بادئ الأمر لأنني لستُ صانع شعر ، أكتب حسب الطلب! وبعد إلحاح من الأستاذ ، وجدتني أشدو بهذه الأبيات لا على سبيل التكلف ، فلستُ من المتكلفين ، وإنما هو مجرد إحساس تجاه الأبناء والبنات من الطلاب المبدعين المتميزين المتفوقين ، حيث إنني أدرس وأعلم بعضهم)
© 2024 - موقع الشعر