قــــصــيــدة زلـــــزال ضـــــرب مــغــربــنــا - دكار مجدولين

قصيدة زلزال ضرب مغربنا
...................................

دكار مجدولين
........................................

لحظة واحدة جعلت الناس في سقم
بعد أن كانوا في نعم ؟

عندما اهتزت الأرض صار الناس في ألم
فلماذا هذا الألم يا من بنا قد رحم؟

زلزال قوي ضرب مغربي فناشدت الأمم
أن ترفع الهمم ؟

قبل أن يقتل الطفل أو السور يكون حطم
فقتل الأنم كان في يوم جرم ؟

فكيف صار اليوم يعاقب القانون على هذا الإثم
لم تشرق فيه الشمس ولن يشرق السلم؟

فلنجعل النوم بلا حلم ونجعل أنفسنا نتوهم
فمن أهلك العبد وجعله بلا سكن في الليل المظلم؟

فيا لحزن قلبي من هذا المصاب الذي جعلنا عدم
فهو جعل الجبل يخر من عليائه بالهم؟

ليسقط فيه الصنم
كأنه مصاب بداء جعله يكون فيه سقم؟

أو كأنه ضرب فلم يحتمل الألم
فارحم يا الله نفسا ضاقت المصاب فأنت من ترحم؟

ارحمها يا الهي فنفسي قد أصيبت بالهرم
فلم تبال بها السلطات وتركتها تنعدم؟

حتى شعرت اليوم بالندم
و أرحم شيخا أكل الشيب رأسه

فلم يبال وصار يبحث بين الركم
أهلكته العبر فغمغم؟

يا رب سلم ، سلم
فيض من الكلام المتكلم؟

أضحى شعارنا لو تعلم
من غير كلام مترجم؟

صرنا نضحك ونتبسم
وصرح العصفور الذي طار

من الشجر مترنم
آه من هذا الزلزال قد زلزلنا

ومنحنا الغيم المظلم؟
وقال صدى الأيام كن هنا

فالأيام كلها صارت متنغم؟
فأيها الزلزال غادر أرض النعم

قبل أن تفسدنا بالنقم ؟
فإنا سئمنا من تشريد العبد

الذي اعتنق الصنم ؟
و سئمنا سقوط العلم

من فوق تلك القمم؟
فلا تفسد الأرض

فتشيدها بالنقم ؟
واهجر كل داء

أتانا فتفشى بنا الركم ؟
وارحم فراشا بالمخاوف

صار في غده مفعم؟
يرحمه المولى الذي للإنسان قد رحم

يرتجف في الجو
من غير أن يكون ذا فهم؟

وهو الجميل في الصبح صعد السلم
فامنحني القدرة على الصبر

لأقاوم هذا الكابوس الذي هزنا وأطلق النظم
فما عاد لي خاطر أن أتحمل

كل زلزال يفقدني النظم؟
أو يحول أرضي إلى ركم

فارحمني يا إلهي فإني شارفت
أن أصبح شبحا متصنم

من الصدمة سأصير بها
بعد ذلك عدم؟

فيا لعظم البلاء
هل لي من كرم؟

فأتكرم به
قبل أن ينتهي البلاء فأعدم ؟

© 2024 - موقع الشعر