عـيناكِ مِـن زمـنٍ تـقضُّ مـضاجعي - عبدالناصر عليوي العبيدي

عيناكِ مِن زمنٍ تقضُّ مضاجعي
كم أضْرَمتْ في خافقي نيرانا

كالشمسِ في صدرِ السماءِ تكوَّرتْ
لتضيءَ في عُمقِ المدى أكوانا

قد حرَّكتْ بينَ الضلوعِ زوابعا
ولطالما قد فجَّرَت بركانا

واسْتَحْدّثَتْ ثوراتِ عشقٍ زلْزَلَتْ
عرشَ الفؤادِ واسقطتْ أَركانا

وبسرعةٍ رفَعتْ بيارقَ نصرِها
فوقَ الجراحِ فخلّفتْ أحْزانا

ماعدّتُ احْتَملُ الفِرَاقَ وإنّني
مِن قبلُ حبكِ أدَّعي العصيانا

قاومتُ طغيانَ العيونِ تجبُّراً
وظننتُ أنّي أهزِمُ الطغيانا

واليومَ جئتكِ طائعاً مستسلماً
أرجو السماحَ وأطلبُ الغفرانا

فترفّقي في مَنْ أتاكِ ولمْ يزلْ
في الصدرِ يحملُ رقةً وحنانا

هيّا لننبذَ كلَّ صدٍّ زائفٍ
ولنمسحَ الأحزانَ منذ الآنَا

ولنوصلَ الروحينِ دونَ ترددٍ
فالوصلُ يبعثُ في الهوى إيمانا

© 2024 - موقع الشعر