أُحِبُّ صَديقاً مُنصِفاً في اِزدِيادِهِ - صفي الدين الحلي

أُحِبُّ صَديقاً مُنصِفاً في اِزدِيادِهِ
يُخَفِّفُ عَن قَصدٍ وَيُبرِمُ عَن عُذرِ

وَلا رَأيَ لي فيمَن يُنَغَّصُ خَلوَتي
فَيَسرِقُ لَذّاتي وَيُنفِقُ مِن عُمري

وَلي خَلَواتٌ لا أَبيعُ يَسيرَها
بِما مَلَكَت كَفّايَ مِن وافِرِ الوَفرِ

أَبيتُ بِها في عالَمٍ مِن تَصَوُّري
يُسامِرُني عَقلي وَيُؤنِسُني فِكري

وَيَعتادُني مِن خَمرِ مَعنايَ نَشوَةٌ
أَوَدُّ سُروراً أَن يَدومَ بِها سُكري

إِذا كُدَّ وَزنُ النَظمِ جُهدَ قَريحَتي
عَزَلتُ القَوافي وَاِستَرَحتُ إِلى النَثرِ

وَأَجعَلُ لَفظي لِلمَعاني قَوالِباً
فَأَنحَتُ مِن صَخرٍ وَأَغرِفُ مِن بَحرِ

© 2024 - موقع الشعر