عند الله! - أحمد علي سليمان

عند اللهِ الخيرُ سيبقى
لمُروّجهِ العبدِ الأتقى

فيم القلقُ على ضَيعتهِ؟
لو فقِهَ العبدُ لمَا قلِقا

أحسنت فلا تندمْ أبداً
مَن يندمْ يستجدِ النزقا

لو كنت بخيلاً ما بذلتْ
كفُك إبريزاً ، أو وَرِقا

بل كنت كريماً وسخِياً
تمنحُ لا تنتظرُ المَلقا

ونفعت الغيرَ بلا طلب
وكذلك يصنعُ مَن رَفقا

ونصحت ، ونصحُك أرشدَهم
والمولى مَن جاد ، ورزقا

ووعظت ، فلم تكتمْ وعظاً
والبعضُ بوعظك قد سبقا

والبعضُ بوعظك لم يأبهْ
معك المُستغفلُ ما اتفقا

فاستبشرْ خيراً ، وتمهّلْ
في الحُكْم ، وكنْ أوسعَ أفقا

إن فؤادك عشِقَ الحُسْنى
والقلبُ بطِلبتها خفقا

وجوارحُك تجودُ وتُعطي
والأجرُ الوافرُ يتبقى

وشعورُك أنْ صرت الأسمى
مهما كاد الشرُ ، وشَرِقا

عند الله الأجرُ ، فصدّقْ
أفلحَ مَن في المِنحة صدقا

إن ضاعَ الأجرُ بدنيانا
إن الأخرى الخيرُ وأبقى

ستقول: الأنذالُ جَفَوْني
وتقول: المُتخرّصُ سرقا

وتقول: الراصدُ حَقرني
وإلى مالي النظرَ استرقا

وتقول: الحاقدُ سربلني
وعلى أهليْ عُيوناً دفقا

وتقول: الحاسدُ جندلني
وإلى بيتي جاسَ الطرُقا

وأخ حُسِبَ عليّ شقيقاً
وأراه – على التحقيق – شقا

يزعمُ أن نلتقيَ وننسى
وهْو الآكلُ لحمي مِزَقا

كيف أؤاخي مَن حطمني؟
اغربْ عن وجهي ليس لقا

لم يبقَ إخاءٌ يجمعنا
قل: هل - لإخاء النذل - بقا؟

وكذا أختٌ ليس تُساوي
ألفَ (الأخت) إذا ما نطِقا

أخذتْ مِن مالي ما أخذتْ
وأنا سُقتُ خيوري سَوْقا

ستقول: العائلة تخلتْ
وأنا أمقتُ هذا الخلقا

والقومُ جميعاً ما بذلوا
بل كانوا – في الخيبة - غرقى

شمتوا ، أو خذلوا ، أو هزلوا
تلك فعالُ القوم الحمقى

عند الله سنبعثُ يوماً
ويُحَصّلُ ذو الحق الحقا

والظالمُ لن يلقى سنداً
سيُعاني الكربة والأرقا

سلمْ يا رب نوايانا
والأعمالَ لكي لا نشقى

نحذرُ أن نغرق في السوآى
وعلى الأنفس نخشى الغرقا

منك إليك نفرُ سِراعاً
حسُنتْ نفحاتُك مُرتفِقا

نعشقُ تشريعك نلزمُهُ
ونزايلُ – في الدرب - الفِرَقا

لسنا منهم ، ليسوا منا
يخسرُ مَن بالفِرَق التحقا

أعني فِرق البدع انتشرتْ
تستهجنُ ديناً وتُقى

ألهمْنا يا رب رشاداً
يُقري البصرَ إذا ما برقا

يُطفئ نار البدع اشتعلتْ
ويلي مَن بالبدع احترقا

عندك وحدك خيرُ الدنيا
والآخرة ، وأنت الأبقى

عندك نشكو الجيل تردّى
وعن الحق الثابت فسقا

في كل مكان نعلنها
لا نخشى بطشاً أو فَرَقا

عند الله تكون الحُسنى
عند الله الخير سيبقى

© 2024 - موقع الشعر