وما أدراك ما أرجوزة! (صاحب لا دين ولا دنيا) - أحمد علي سليمان

يَلوكُ الهنا خال ، ويَضجرُ مُثقلُ
ويَطرَبُ مشتاقٌ ، ويلتاع مُثكلُ

ولستَ ترى حالاً يدوم بأهله
وأحوالنا فيها المقاديرُ تفصِل

لقد كان خِلي ينشد الود خالياً
من النصح ، يُزجيه الذي ليس يَهزل

تناولتُ ما بيني وبينك منصفاً
وكنتُ لنشر الخير أسعى وأعمل

وأدعو بلا يأس ، وأطرح حجتي
وأجْمِل ما عندي ، وحيناً أفصّل

ولا أصطفي خِلاً يدِل بجهله
وصدقاً أصيحابي تقاةٌ وكُمّل

فإما علاقاتٌ يفيدُ بقاؤها
وإما انفصالٌ ، ذاك أحلى وأجمل

تعلمتُ منك الصبر والجدّ والمَضا
وإن العطا والجود أسمى وأكمل

تعلمتُ أن المرء لا شك راحلٌ
وأن الذي يأتي قريباً سيرحل

فخذ يا خليلي العلم والزهد والرضا
وأسعدْ فؤاداً فيكَ خيراً يُؤمّل

أريدُك في علم الشريعة جهبذاً
لهذا تراني وازعَ الدين أصقل

تمرستُ في الدنيا وأخلاق أهلها
فألفيتها بالصالحين تنكِّل

أريدك مَهديّاً ، وأنت تريديني
كما تشتهي خلاً يَروحُ ويُقبل

رضِياً بما تأتي ، وإن كان منكراً
مُقِراً فلا يأسى ولا يتململ

© 2024 - موقع الشعر