وللشهامة معايير - أحمد علي سليمان

تخبّطوا ، وعلى التخرّص انفتحوا
وشكّكوا ، وعلى المخارفِ انطرحوا

إن الشهامة - مِن تهريجكم - برئتْ
إذِ الضلالُ - من التهريج - متضح

والأرض - مِن عَمَهِ الجهال - كم شقيتْ
والجهلُ - رغم جمال اللفظ - مفتضح

والجاهلون لهم سمتٌ – به - عُرفوا
وصدر كلٍّ - بداء الجهل - منشرح

والهازلون وإن راجت بضاعتهم
وفي المجالس من أشباههم مُدِحوا

وزيّفوا الحق في سر وفي علن
وزوّروا ، وعلى الهواجس اصطلحوا

واستعذبوا الهزل يسري في ضمائرهم
وبعدُ أمسَوا على العزيف واصطحبوا

ثم استساغوا من البهتان أسوأه
وضللوا ، وعلى الجهالة انفتحوا

فسوف يأتي الذي الأغرارُ ما احتسبوا
ولن يطيب لهم عيشٌ ، ولا مرح

خلوا الشهامة يا حمقى لمن فقهوا
فلن تُفيدكمُ النِكاتُ والمُلح

للنبل قومٌ ، وللخُذلان شرذمة
وللمعاني - إذا قلبتها - وَضَح

والمرءُ مادام مشهوراً بخِسته
فلن تراه - بظل الجُود - يُمتدح

وللشهامة معيارٌ تبينُ به
إليه صِيدٌ - بما جادوا به - طمحوا

© 2024 - موقع الشعر