ولا يوم الطين! (اعتماد زوج المعتمد) - أحمد علي سليمان

كفرُ العشير يضاعفُ الأوجاعا
وبشؤمِه صرْحُ الإخا يتداعى

والأمرُ مُطردٌ على طول المَدى
وحوادث التاريخ أطولُ باعا

كم من حليل مُخلص مُتفضل
أعطى وأبدع - في العطا - إبداعا

لم يألُ جهداً في السخاء يسوقه
لحليلةٍ عكستْ له الأوضاعا

قلبتْ له ظهرَ المِجَنّ جهالة
ثم استباحتْ كيدَها الخدّاعا

وسقته من كأس الهوان على الطوى
ثم استمالت - في الوغى - أشياعا

ورمتْة بالألفاظ يجرحُ بعضها
والبعضُ يكسرُ - في الشِجار - ذِراعا

وتناستِ المعروفَ ، ما اعترفتْ به
حتى تلاشى في الخلاف ، وضاعا

ودليلنا شكوى (اعتمادٍ) زوجَها
تلك التي ملأت بها الأصقاعا

كم (لا بن عبّادٍ) عليها من يدٍ
خط الرّواة بسَردِها الإجماعا

بذل الكثيرَ لكي تعيشَ عزيزة
بين النساء ، وطبّب الأوجاعا

وكم اشترى قبطية وعباءة
وأساوراً تضوي ، وساقَ مَتاعا

وكم ابتنى قصراً منيفاً سامقاً
يستلفتُ الأنظارَ والأسماعا

وكم استجاب لزوجةٍ فيما ترى
وكم استكان لغيّها ، وانصاعا

ولكم أطاع مُلبياً ما تشتهي
مستأجراً لمُرادها الصُناعا

حتى إذا وجدته ليس يُطيعُها
فاستهجنتْ - بين النساء - طِباعا

نكرتْ جميلاً طالما جادت به
كفٌ عطاها - في الممالك - ذاعا

ومضتْ تشوّه سمعة وتكرّماً
وسِبابُها - وسط العقائل - شاعا

وتعقبته بما تيسّرَ مِن أذى
وقد استحلتْ - في النقاش - خِداعا

وكأن كفران العشير جبلة
رفعتْ شِعار جُحودها اللمّاعا

صدمته لمّا صرّحتْ ، وتبجّحتْ
وتخرّصتْ ، كي تفتن الأتباعا

أنا لم أعاينْ منك خيراً لحظة
إلا عذاباً مُهلكا وضَياعا

ويحَ (اعتمادٍ) تستطيلُ على الذي
أمسى لأمر ترتجي مُنصاعا

فغفا (ابنُ عَبّادٍ) ، وأردف قائلاً
أنسيتِ (يوم الطين) يغمرُ قاعا؟

والطينُ فوق الأرض فواحُ الشذى
وأريجُه يمحو أذىً صَدّاعا

والمِسكُ في الأركان يُتحِفُ زائراً
والطِيبُ يُرسلُ للأنوف شعاعا؟

ألأنه أعطاكِ لم يكُ مُمْسِكاً؟
وأراه دافعَ عن هواكِ دِفاعا؟

ألأنه لم يعص أمر حبيبةٍ؟
بل كان أمرك يا (اعتمادُ) مُطاعا؟

ألأنه لمّا يُذقكِ تعنتاً؟
يفري الحياة مَرارة ونزاعا؟

صدق النبيّ فقد أبان حقيقة
وأماط عن طبع النساء قناعا

يَكفرْن والله العشيرَ تدللاً
ويَصغن في كيل الهِجا الأسجاعا

والله مُنجي العبدَ مِن كيدِ النسا
ليصير في ردع النساء شُجاعا

© 2024 - موقع الشعر