وترجون من الله ما لا يرجون! (جلد المشركات) - أحمد علي سليمان

إن بَذلَ العُرف أسمى مَكْرُمة
وانتفاعُ الغير بالمرء سِمة

هل كمثل الأم ينبوعُ عَطا؟
وعطاها – باحتساب - تكرِمة

في ظلام الليل (روكسا) استيقظتْ
واستفاقت في دجىً ما أظلمه

وأفاقت طفلها مِن نومه
بعباراتٍ كمثل الهينمة

قم صغيري ، يومك الزاهي بدا
قمْ ، وشارك في غِمار الملحمة

قم أيا مجداً ، أنا أحيا له
واجتهادي فيه نِعمَ المَكرُمة

غرّد (الباصُ) ، فأنصتْ ، واستمعْ
لم يعُدْ وقتٌ ، فخل الهذرمة

وافتكرْ ماذا نسينا يا فتى
عنه تلقى اليوم عُتبى مُؤلمة

وانتبهْ للدرس ، وانشط ، واستقمْ
تفهم الألغاز تلك المُبهمة

وافتكرْ في كل ما استودِعته
من علوم عنك كانت مُعجمة

واسأل الأستاذ إمّا استشكلتْ
فكرة فيها أمورٌ موهمة

ليت شِعري هذه الأمّات هل
من دنا أخرى غزتْها العولمة؟

ما التقينا في اعتقادٍ أو قرىً
لا ، ولا صاغت رؤانا توأمة

لم تكن أختي ، ولا من عٍترتي
قد نأى عنها الهُدَى والحَضرمة

لم تكن هذي ولا أسلافها
جدّ أعرابيةٍ أو مسلمة

لكن الإنصافُ يقضي أنها
أخلصتْ بذلاً ، وكانت مُنعِمة

والتي أولى بهذا أختنا
إذ بغتْ مِن كل خير مَغنمَه

مِن مَليك الناس ترجو جنة
زادها ربي بَهاً ، ما أعظمه

لكنِ الفضلى يميناً قصّرتْ
واكتفتْ - في ردّها - بالبرطمة

والذي ذكّرها ضاقت به
بعد أن أزته إذ سدّتْ فمه

أسلمتْ – للنوم - أجفاناً غفتْ
والضميرُ الميْتُ يَقتاتُ العَمَه

ابنُ هاتيك جبالٌ عِلمُه
وابن هذي عِلمُه كالسمسمة

وابنُ هاتيك له مستقبلٌ
وابنُ هذي في سراديب الكَمَه

أختنا جدّي ، ولا تستهتري
عيشُنا يحتاجُ نورَ الأسلمة

© 2024 - موقع الشعر