واليوم على عشرين نحوا! (الزواج بالأمس واليوم) - أحمد علي سليمان

تأبى البهائمُ وضعاً بات مرذولا
وليس - عند وحوش الغاب - مقبولا

ما الآدمية إن زالت معالمُها؟
وما التحضّر إن سنّ الأضاليلا؟

وما الرقيّ إذا دب الفسادُ به
فأصّل العُهرَ - بين الناس - تأصيلا؟

وما الحضارة إن غاصت قوائمُها
في الوحل حتى كبَتْ فلم تسرْ مِيلا؟

وما التقدّم إما بات منجدلاً
في حَمأة الفسق يُفني الدار والجيلا؟

وما التطوّر إن ديستْ كرامتنا
وعِرضنا بات مهتوكاً ومَرذولا؟

يا غربُ كُف عن التزييف ، أنت به
عُرفت خِباً ودَيوثاً وضِليلا

تروّج الدعرَ – في البلدان - قاطبة
وفي حراسته لك اليدُ الطولى

وإن تكنْ - في الخنا - أخزى مسابقةٍ
أحرزت – في أمّها – المراكز الأولى

وما استحيت من الفجور تنشرُه
ثقافة مُلئتْ غشاً وتدجيلا

عشرون نحواً من الزيجات تُشْهرُها
بين الأنام إلى أن صرت مرذولا

والمُومِسات على الشاشات تُعلنها
حرباً ضروساً تَزيدُ الناسَ تضليلا

مِن كل ساقطةٍ تبيعُ عِفتها
للهازلين ، وتُزجي الفحشَ إكليلا

سوقُ النخاسة قد راجت بضاعتُها
والإيدز يصحبُ في الماخور إيبولا

والكل أمعنَ في الأرجاس في شرهٍ
كأنما حصّلَ الغاياتِ تحصيلا

حتى المحارمُ لم تسلمْ شرافتها
وبات إتيانها – في القوم - مقبولا

والغربُ أنسابه - بالباطل - اختلطتْ
وليس إفكاً - عن الغرب - الذي قيلا

بل الحقيقة قد لاحت معالمُها
أما المصيرُ فحقاً بات مجهولا

وأغلبُ الناس - في الدنيا - تقلده
وقد تزيدُ - على التقليد - تمثيلا

يا ويحهم درجوا على العناد ، فلا
يرَوْن - للشِرعة السمحاء - تفضيلا

بل شرعنوا فتنَ التغريب ، فانحدروا
إلى الحضيض فِدا البصائر الحولى

وقننوا الموبقاتِ الباعثاتِ لظىً
يكادُ يحرقُ مجداً كان مثلولا

وحاربوا دعوة الإسلام يحملها
جيلٌ يرتلُ آي الذكر ترتيلا

يدعو إلى الله رب الناس مُحتسباً
ولا يُبدّل – في المنهاج - تبديلا

يا غربُ هذي إذ دققت مرحلة
ودَوْرُكم – في دُجاها – ليس مغفولا

وسوف تمضي وينسى الناسُ حُلكتها
ويصبحُ الحُكمُ - بالإسلام - مكفولا

وتستقيمُ حياة الناس قاطبة
ولا يعاني كتابُ الله تعطيلا

ولا يكونُ زواجٌ وفق ما شرعتْ
شرائعُ الكفر تغريراً وتخييلا

لا ينفعُ الناسَ إلا هَدْيُ خالقِهم
وفي الدياجير يُمسي الهَدْي قنديلا

© 2024 - موقع الشعر