همسةٌ مغرضة - أحمد علي سليمان

اربأ بنفسِكَ عن هُزءٍ وألغاز
فلستَ للزوج - في الفُتيا - بمُنحازِ

تُخبّبُ اليومَ كي تحظى بعِشرتها
لذاك تلبسُ ثوبَ المخلص العازي

وتُظهر الحرصَ مشفوعاً بمسكنةٍ
وتستعينُ بعزم غيرَ هزهاز

وتدّعي مبدأ الإصلاح محتسباً
وأنت - بينهما - المستعمرُ الغازي

تدِينُ ما فعل الحليلُ توريةً
وأنت أكبرُ خرّاص وهمّاز

ولا تدين الذي أتته زوجتهُ
وكيف يصدقها لسانُ غماز؟

وقد تُضيفُ - إلى الآلام - سُخرية
رفقاً بنفسك ، يا ذا الساخر الهازي

مازلت تُوسِعُها مدحاً وتكرمة
وتستطيلُ بإطناب وإيجاز

وقد تُغازلها حتى تحرّضَها
وكلُّ لفظٍ لهُ آلافُ ألغاز

تريدُها زوجة؟ ألست تعشقُها؟
وفي الفؤاد لها كبيرُ إعزاز

وأنت أخلصُ مَن يرجوه صاحبُها
لدفع ضر وأعداءٍ وإعواز

فهل جزا صحبة الخلان مفسدة؟
وذاك أقبحُ ما يُجزى به الجازي

حتى إذا انكشفتْ أسرارُ ذي غرض
أتيتَ تسعى على حِذر وأوفاز

تريدُ أن تصلحَ الذي به ذهبتْ
بسعي محترق الأحشاء لمّاز

واليومَ جئت إلى الزوجين معتذراً
لا تعتذرْ أبداً ، يا أيها النازي

إنا بصُرنا بما قد كنت تنشده
وقد جهرت به بدون إيعاز

© 2024 - موقع الشعر