هذه تكفي - أحمد علي سليمان

لماذا تردّيْتَ في الهاوية
وآثرتَ شِقوتك الدامية؟

لماذا تخيرتَ صَف العِدا
لتضرب ضربتك القاضية؟

أكنتَ تخادعنا بالوفا
لتنسج قصتك الغاوية؟

أكنتَ تجامل مستخفياً
تُنافق بالنبرة الحانية؟

ألم تكُ تُبدي رطيب الإخا
وتُزجي مودتك الصافية؟

ألم تكُ تدفع عنا الأذى
بهمتك الفذة العالية؟

أما قلت: ذلك أستاذنا
ونحن له العصبة الحامية؟

فماذا تغيّر يا صاحبي
لتنفث فِتنتك الضارية؟

مواقفك الباعثاتُ الأسى
وأفعالك الفجة الطاغية

وألفاظ ما كِلته أسفرتْ
عن الجفوَة المُرّة القاسية

وأوضاعُك المُوقداتُ الجوى
كنار - ورب السما - حامية

أراها كسيل طغى ماؤهُ
وبيني وبينك ذي كافية

يميناً نصحتك مسترشداً
لكيلا تُفرقنا الداهية

وكنتُ الحريصَ على وُدّنا
وأنتَ المُصرّ على الهاوية

© 2024 - موقع الشعر