ها قد عرفتني فمن أنت؟ - أحمد علي سليمان

حنانيكِ يا أختيَ الهادية
فقد سُقتِ لي الضربة القاضية

عرفتُكِ شمساً تذرّ الضيا
فتنتحرُ الظلمة الداجية

وداعية قومَها للهُدى
ومَن - في النسا - تعدلُ الداعية

وإنسانة عفة ، سَمتُها
مُناصحة الفئة الهاذية

ومِقدامة لا تخاف العِدا
وليست تُحطمها داهية

وأبلغ من واعظٍ مُصلِق
يسوق براهينه الهادية

ومعطاءة تبتغي خيرَنا
وليست أنانية جاسية

وتدعو الأنام إلى ربهم
وتسعى بهمتها العالية

وتُقنع من عنده شُبهة
وتُدلي بحُجتها الواعية

وإني اتصلت أريد الأذى
لأسقط – بالطوع – في الهاوية

حسبتُكِ مِن بائعات الهوى
مِن الطغمة الفجّة الخاوية

فقلتُ: ألا أمَة تشتهي؟
فجارية بعدها جارية

تُسلي الخواطرَ أطيافها
وتسحر إما تكن غاوية

أداعبُها بالكلام الذي
يُدندن في الليلة الساجية

وتُعربُ لي عن مَدى عشقها
وتُسمعُني آهة حانية

إلى أن نرتب أحلى لقا
فتذهب حيرتنا القاسية

ويُبعدنا الحب عن عالم
يرانا من الفئة الغاوية

وفوجئتُ بالرد مستهجناً
سُلوكيَ والرغبة اللاهية

وصاحبة الردّ باحت به
لتسفع – والله - بالناصية

وتصدعَ بالحق مهما جرى
بألفاظها الفذة الحامية

ولم تترفق بمستهتر
برغم طبيعتها الحانية

ولقنتِ الدرس عبداً غوى
ليُفهمَه الشلة الغافية

فأيقنتُ أني سأسمو إذا
أعرتُ الندا أذناً صاغية

وكنتِ الكريمة في نصحها
وكنتُ المُحَكّم أهوائيه

لهذا استقمتُ بلا عودةٍ
إلى الفسق والأكلب العاوية

وأحمد ربي ، فقد خصّني
بأختٍ مبادئها سامية

أبانت لي الدرب فاجتزته
ونفسي على ما مضى باكية

وقلبي تسامى بإيمانه
على متعة أصبحت نائية

لقد كنتُ في الجاهلية لا
أخالفُ عن عيشة الماشية

ولم ألتزمْ بهُدى ربنا
إلى أن أتت أختنا الغالية

فكانت لروحيَ أكسيرَها
وكانت لجسميَ كالعافية

جزاها المهيمنُ خيرَ الجزا
وأدخلها الجنة العالية

© 2024 - موقع الشعر