يا أسفى على الحياء - أحمد علي سليمان

تعسَ السفولُ فكم به هدمتْ قيمْ
وبه استهان العِيرُ - عمداً - بالحُرُمْ

وإذا الحياءُ تخلفتْ أسبابُه
ألفيتَ كل فضيلةٍ لا تُحترم

ووجدتَ جُل الناس يحكمه الهوى
ويحارب المُثل الكريمة والقيم

والدين يَعصم أهله من غيهم
وفسوقهم كيلا تزل بهم قدم

ولقد عجبتُ من النسا في عالم
لفظ المروءة والكرامة والشيم

يخلعن جلباب الحياء تعمداً
وعلى الشواطئ يُخلع الثوبُ الحَشِم

فبأمر مَن يصنعن ذلك يا ترى
وبإذن مَن يأتين هاتيك الجُرُم؟

لا يأمر الله العظيم بمنكر
وبرئٌ الشرعُ الكريم مِن التهم

والبحر ليس بذا التحلل راضياً
ولكم بهذا البحر قد غرقتْ أمم

ما كان بين الناس يُستر غيْرة
وعليه فستانٌ يُرفرف كالعلم

أضحى على الشطآن منزوع الردا
وكأنه مُلكٌ مُشاعٌ مُقتسم

والبحر لا يألو الدواعِر منذراً
فإذا غرقن به فبئس المُختتم

شرعَ المليكُ الثوبَ يسترُ ، والتقى
والعُرْيُ من شأن البهائم والغنم

© 2024 - موقع الشعر