يا ابن آدم كف عن الحرص - أحمد علي سليمان

أوصيك بالبذل ، لا أوصيك بالطمعَ
فابذل ، وأحسنْ تعشْ عفّاً وتنتفعِ

كبا بكَ الحرصُ ، تهوي في دياجره
والمرء شقوتُه في الحرص والجشع

والجودُ أفضلُ ما عاينتُ من صفةٍ
وليس بالشحّ لي شيءٌ من الوَلع

والناسُ أحبابُ مَن يجودُ محتسباً
وليس حبل السخا يوماً بمنقطع

والبخل يُزري بغِطريف يلوذُ به
كالهرَّ ، أما الجواد – الدهرَ كالسَّبُع

يختال في عزةِ العطاء مرتقباً
جُودَ المليك ، فلا يأوي إلى الطمع

والجود ليس قرينَ الفقر ، فاسمُ به
ودعْكَ من ربقة الإمساك والجزع

كم من حريص ثوى في الحرص منتحراً
لأنه احتاط للأيام بالخِدع

وعارض الشرع مُحتالاً بخيبته
وأعجزُ الناس مَن يأوي إلى البدع

تراهُ في حَمْأة التقصير مُنجدلاً
فخاب مِن مُمْسكٍ بالحِرص مُدَّرِع

فكُفَّ عن حرصك المذموم يا رجلاً
أكرمْ بعبدٍ ببذل الخير مُشترع

نصحتُ ، والأجرُ عند الله مدخرٌ
مَن يتبعْ ما أقولُ - الآن - يرتدع

© 2024 - موقع الشعر