يا ابن آدم ترابٌ أنت وماء - أحمد علي سليمان

فيم التعللُ بالدراهم والمكانة والرواكب والهناءْ؟
أنسيت أنك قد خلقت أيا عتي القلب من طين وماء؟

فيم التفاخر بالذي أبداً يزول من الوجود ، فلا بقاء؟
لو كان دام لغيرنا ما آل في هذا الزمان إلى الغثاء

لكنما قلّ اعتبارُك يا سقيم الفكر من فرط البلاء
فلقد بليت بنعمةٍ جعلتك تسرف يا مشتت في العداء

لمّا حَسِبت المال قيّم عيشنا ، فهْو الحياة بلا مِراء
والهدي يا مُحتال أكسير الحياة ، وثم يَنبوعُ الضياء

أما الدراهم فهْي أسبابٌ تزخرف عيشنا مثل الطلاء
بل قيمة الإنسان في أخلاقه ، ثم اتباعُ هُدى السماء

قد يملك الإنسان مالاً وافراً ، وتراه ظلاً أو خواء
وله القصور ، ولا يساوي درهماً ، والخيرُ من هذا براء

مادام قد لفظ الهداية والتقى ، فجميع ما يأتي هباء
ما قيمة الأموال والإنسان يَحيا في ضلال وشقاء؟

© 2024 - موقع الشعر