فصيح (إلى ليلى) - أحمد بن محمد حنّان

مُحالٌ أن قيسًا قد تحالَى
إلى ليلى وجُنَّ بها ونالَا

فما للدهرِ يرمي غافلاتٍ
إذا الأشعارُ لم ترْوِ المقالَا

لقد فُتِنَ العشيقُ بغيرِ لُقيَا
سوى طيفٍ لها في الليلِ جالَا

يصيحُ بكلِّ قفرٍ قد أتَتْنِي
ويفتحُ للخيالاتِ المجالَا

ويُنشدُ في سنا الأشباحِ قولًا
تَرِقُّ لَهُ القلوبُ إذا تَعَالىَ

فينسُجُ خائبُ الأفكارِ ذِكَرَى
مع الآراءِ قد شبعتْ ضَلَالَا

وتبلغُ مبلغَ الآفاقِ زُورًا
ويصنعُ جاهلٌ منها اِحتفالَا

لينفي فيهِ حبًّا عامريًا
من التاريخِ كَمْ لاقَى الجلالَا

وما صُغْتُ الحروفَ لأجلِ قيسٍ
ولكني ضربتُ لكمْ مثالَا

وإني عاشقٌ أنثى كليلى
وكم عُدْتُمْ من القتلى رجالَا

وأخشى بعدَ عمر ٍمن رحيلي
يقالُ على غرامي ما اِسْتَحالَا

نساءٌ في العُيونِ عَقَدنَ سِحرًا
لِترمِي من أَكِنَّتِهَا النبالَا

فلا التعويذُ يبطلُ ماتراءى
ولا التطبيبُ في جرحٍ أقالَا

وكمْ وصْلٍ رَحِمْنَ بِهِ حَبيبًا
يلاقِي من محبَّتهِ الهُزَالَا

تَرُفُّ عيونُهنَّ لنا عُهودًا
ويسألُ إثمدٌ سَالَ السؤالَا

مرورٌ بالحياءِ يُرى دلالٌ
وفي عَودٍ يُسَابقْنَ الغزالَا

18/10/2022
© 2024 - موقع الشعر