نعمتِ التوبة! - أحمد علي سليمان

إن الثواب بقدر التوب مَجزولُ
فعَجّلِ التوبَ لا يغرُرْكَ تأميلُ

مَن ذا علمتَ بلا ذنب ولا خطأ؟
مَن قال ذا فعلى التحقيق ضِليل

إنا جُبلنا على الطاعات نفعلها
وكل عبدٍ على العصيان مجبول

تزيد إيماننا الطاعاتُ نبذلها
والأجر - عند مليك الناس - مكفول

ويُنقص الوِزرُ من إيمان صاحبه
وعن معاصيه ذاكَ العبدُ مسؤول

شرطان للعمل الذي يُبَلغنا
مرضاة خالقنا ، والخيرُ مأمول

يوافق الشرع هذا ليس نافلة
بل واجبٌ نصه حواهُ تنزيل

ويُخلِص المسلمُ الأعمالَ يعملها
فالشرك يُحبط ، إن الشركَ مرذول

هذان شرطان رب الخلق سنهما
هنالك العمل الصحيح مقبول

وتوبة العبد قبل الموت تنفعه
وفاز مَن قلبه بالتوب مشغول

لكنْ ليندمْ على ما كان قارفه
من الذنوب عليها السترُ مسدول

وبعدُ يعزمْ على أن لا يعود إلى
ذنب به العزمُ مهزومٌ ومَخذول

وبعدُ يلزمْ مِن الأعمال أصلحَها
لكي يكون له في الخير تحصيل

وبعدُ يُرجعْ حقوق الناس معتذراً
كيلا يكون لهم طَوْلٌ ولا طول

فعند ذلك رب الناس يقبله
وأجرُ خالقنا التواب مجزول

© 2024 - موقع الشعر