التوبة - حمد هادي المسردي

يا بوحمد يا مسندي بان النذير
حان المشيب وراحت أيام الشباب

والله علم يا بوحمد ويش المصير
ما يندرا وش بالجبين وبالكتاب

عز الله أن توّي دريت أني كبير
يوم السواد ابيض والقلب استصاب

كنت احسبني دايما ببقا صغير
حتى بعيني شفت غزل الراس شاب

يا الله بحسن الختم لا قر القرير
لامت ثم حان المواجه والحساب

فالموت ما منه مفر ولا مطير
لن يقنع ابن آدم يكون من التراب

هذا ويا أصحاب العقول أهل الضمير
توبوا لوجه الله تجزون الثواب

توبوا وقُوا أجسادكم حر السعير
طوبا لمخلوق أطاع الله وأناب

بالوصف دنيانا كم قصر حقير
ندخل مع باب وللمخراج باب

ما حجة العاصي وعذره وش يصير
لا بعث عاري ما على جسمه ثياب

يوم الحشر هوله على المجرم عسير
به تخرس الألسن وبه يلغا الخطاب

لا من صديق ولا رفيق ولا عشير
كل بما قدم كتابه له يجاب

الله وأكبر يا لله انك أنت الخبير
من حر نارك نسألك عتق الرقاب

وأنت العليم أنت السميع أنت البصير
من ليس غيب يغيب عنك ولا صعاب

جرنا الجحيم وحرها والزمهرير
يا من لبيتك قد وجب حث الركاب

يا الله دخيلك من غضبك بك استجير
يا ملتجاي اجعل دعايه مستجاب

رب اعف وغفرلي وجرني يا مجير
وأسألك تهديني إلى درب الصواب

© 2024 - موقع الشعر