ميلاد ذكرى - أحمد علي سليمان

هذا قصيدي المستبينْ
قد صغتُه للسامعينْ

من وحي إحساسي به
دُررٌ تُرى للنَّابهين

روحاً تَهادى عطرُها
داوتْ جِراح البائسين

نجماً تألَّق في المَدى
يُزجي الهُدى للحائرين

منهم صديقٌ مخلصٌ
مُترفِّعٌ ، خِلٌ مَكِين

يَشقى لأحيا باسماً
وأنا له - صدقاً - مَدِين

كم ذا تسامى حبُّنا
وزها كمثل اليَاسَمِين

وكأنما هو بُلبُلٌ
يُقري المشاعر والرنين

وكأنما هو عندلي
بٌ فوق غصن الجَزورين

والظل محبور العطا
ما كان يوماً بالضنين

والشمسُ جادت بالضيا
وبدا سناها المستبين

كنا معاً ، نحيا معاً
قلبيْن مأملُنا شَجِينْ

هذا صديق مخلصٌ
روحٌ تعي ، عقلٌ رصين

واليوم فرّقنا النوي
وبقيتُ وحدي كالطعين

ما لي إلى رؤياه من
أدنى سبيل أو قرين

كم عشتُ عمراً في الذرى
واليوم في حزني دفين

فالدمعُ أدمى مقلتي
حتى تعقبني الأنين

آهٍ لمَا قد نالني
والقلبُ في البلوى سجين

كم ذا تعالت صرختي
وطوى أحاسيسي الحنين

وغلتْ بقلبي ثورتي
واهتاج تَحناني السَّخِين

وعلتْ بجَوفي آهتي
وغدوتُ - في التو - المَهين

كيف افتقدتُ صرامتي
ولفظتُ عزماً لا يلين؟

ويبيتُ صِلّْ في الذُّرى
والأسْدُ في الرمضا عِزين

كيف الليوثُ تقهقرتْ
والتيس شاطرها العَرِين؟

أهوى ، ولكنْ كيف لي
هذا الذي أهوى سنين؟

ما لي غضبتُ فكبلتْ
مني العزيمة ، والجبين

ألأنني متعففٌ؟
ألأنني الرجلُ الأمين؟

أبصرتُ لكنْ مَن طغى
أضحى مِنَ القوم العمين

© 2024 - موقع الشعر