من وحي اللغة العربية - أحمد علي سليمان

الشمسُ دون الضاد في الإشراقِ
والبدرُ دون الضاد في الإبراقِ

هي نورُ هذا الكون ليس كمثله
نورً يُضئ دياجرَ الأفاق

أحببتُها مُذ كنت طفلاً يافعاً
فغمرتُها بترنُّمي الدفاق

وسبَرْت مِن أغوارها ما شاءه
ربي ، فكل الشكر للرزاق

لغةٌ أعزّ الله شأن رعاتها
فصبيُّهم في الناس كالعملاق

نغمٌ إذا كانت كلاماً في الهوا
وطلاوة في أسطر الأوراق

لغة الكتاب ، وأي فضل بعد ذا؟
والفضلُ فضل الواحد الخلاق

فخراً نتيه بها ، ونكرم شأنها
ونخصها بالحب والأشواق

ونُجِلُّ كل تراثها وحُماتها
والكل فوق الروس والأعناق

ونُعِزّ ألفاظ الحبيبة ضادنا
هي في القلوب ، وبعدُ في الأحداق

يا ضادُ مهما نِيلَ منكِ ، فأبشري
فمسيرُ أهل الكيد للإخفاق

وأراكِ شمساً في الديار وهم دجىً
فهل الدجى يطغى على الإشراق؟

© 2024 - موقع الشعر