من أجل عاشق - أحمد علي سليمان

أمات - لدى المُتيّمةِ - الضميرُ
ليحملها - على القتل - الغَرورُ؟

أجندلها الغرامُ ، فلم تميِّز
وأضحتْ - في هواجسها - تسير؟

ألم تعلم بأن العِشق يُزْري
بفضلى ليس تعلم ما المصير؟

وما جدوى الصبابة في حياةٍ
تئن من الخداع وتستجير؟

وكم خرب الهُيامُ بيوت غِيدٍ؟
ألا خاب التبرج والسفور

وكم للحب ، يا كم من ضحايا
وتشهد بالنهايات القبور

وكم من نظرة قادت لجُرم
توَقد - مِن مكامنها - السعير

وتخطئ مَن تظن الطيف سهلاً
ونارُ الطيف يُشعلها المُرور

ومِن أجل العشيق تشن حرباً
ضروساً ، ثم يندلعُ النفير

ويمتحنُ القلوبَ لظى هواها
وبالزفرات تختلجُ الصدور

وتضطربُ المشاعرُ والسجايا
ويُصبحُ جائراً مَن لا يجور

ويُمسي الناسُ في فتن ضوارٍ
يحار - لهولها الفذ - البصير

وتنقلبُ الحياه إلى جحيم
تذرِّيه الزوابعُ والدَّبور

ومَن تعشقْ على بعل تُحطمْ
ويُمسي قلبها قِدراً يفور

وتُسْلم نفسها للدعر طوْعاً
لتُكرم مَن يَهيمُ ومَن يزور

وترضى بالدنية في أمور
وليس تعودُ هاتيك الأمور

وترتكبُ الفواحشَ ، لا تبالي
فقد ثوتِ المشاعرُ والضمير

وبالسوآى تجاهرُ في البرايا
فليس يهمها إلا العشير

وتقتل مَن يهدد مُبتغاها
وليس يُجيره - منها - مجير

أليس الزوجُ بالإعجاب أولى؟
وربي إنه بكِ للجدير

أحب فعف ، واختار التسامي
كما يُعلي أميرته الأمير

زواجٌ حسْب شرع الله قطعاً
وبارك أهله الرب القدير

لماذا تعمَدين إلى التدني
ليسرق قلبك العبدُ الحقير؟

ليلبسك المخازيَ والخطايا
وعُقبى ما ظفرتِ به الثبور

ويظهر ذات يوم كل شيء
أبَى (زيدٌ) ، أو اعترضتْ بُدور

وإن يكُ في الثرى ، أو في الثريا
فإن الله مطلعٌ خبير

ويأخذ كل مجترم جزاه
ورب الناس – للحق - النصير

© 2024 - موقع الشعر