مع هازل في ظلمات الجاهلية - أحمد علي سليمان

بُؤْ بهذا الذنب ، والعُقبى سَقرْ
يا أثيماً بالخطايا يأتزِرْ

واحقر النفس مَلياً ، إنها
قتلتْ نفسين – عمداً - بالسمُر

أخطأتْ قصداً ، وخانتْ ربها
دون أخذ الدرس مِن شتى العِبَر

أيها المجرمُ أبشرْ بالشقا
وجزاءُ المُفتري أعتى الغِيَر

غرّك الطبُّ الذي مِحرابُه
يدّعي التقوى ، ويلهو بالبَشر

هذه القسوة مِن أين أتتْ؟
وجمودُ القلب يُزري بالنُّذُر

تعس الظلمُ ، وخابتْ سُبْلُه
وعن الظالم لا يعشو القَدر

إن بعض الظلم بلوى للورى
ومِن الظلم جحيمٌ يَستعر

كَرهَ الأنثى له بنتاً ، ولم
يرحم النفس ، وللجهل انتصر

لم يَرُدَّ الفظَّ عُرفٌ أو تُقىً
إن خوف الله نِعمَ المزدجر

وأطاعت زوجُه فرعونَها
لم تُعارضْه ، ولمّا تعتذر

إنما الطاعة في المعروف ، يا
مَن قتلتِ اثنين بالجهل الأشر

فالحقي بالزوج فيما قد جنى
وعسى ذنبُك هذا يُغتفر

واحذري العَوْد لمَا فارقته
ومِن المقدور لا يغني الحذر

واحملي الزوج على التوب ، عسى
ربنا الرحمن يمحو ما سُطِر

© 2024 - موقع الشعر