مسؤولية القلم وأمانة الكاتب - أحمد علي سليمان

كم أعاني وكم يطول نحيبي
ونشيجي على الفِصام الرهيبِ

ودموعي - على القراطيس - أنَّتْ
وتوارتْ في كهفها المحبوب

بُحّ صوتي في عالم يتردى
حطمتْه أهواءٌ جيل كئيب

كنتُ وحدي في غربةٍ ومَرار
بدموع مُهتاجة وقطوب

وصحابي - في مقتل - طعنوني
ورَمَوْني، يبكي عليّ نحيبي

أكتبُ الشعر ، لستُ ألقى سماعاً
يشتريني مِن كل طيفٍ غضوب

ليس ذنبي ، وليس ذنبَ قصيدي
أن يسود سَنا الفضاء الرحيب

أن تموت الأنفاس في كل شطر
ويُعاني شعرُ الجمال الخلوب

أن يذوق الشعرُ العذاب صُنوفاً
ثم تلوي قناة شعري خطوبي

كم لأجل الأخلاق ماتت نفوسٌ
بعد أن غصتْ بحُزن القلوب

كم شعور - في دمعهِ - يتلوى
ويُعاني في حسّه الغربيب

وكتاباتٍ كم جنينا شقاها
ليس تخفى على الفؤاد اللبيب

وكذا أشعارٌ تُناجي حبيباً
فعلتْ - في الألباب - فعلَ اللهيب

ورجال باعوا الجنان بدنيا
وتمادوْا في سدّ كل الدروب

غير دَرب الشيطان في كل فج
شيّبونا بالله قبل المَشيب

أيها الكُتاب: استجيبوا لنصحي
قد كفانا ما صغتمُ مِن ذنوب

© 2024 - موقع الشعر