مسؤولية أمة الإسلام - أحمد علي سليمان

تجرعتِ الأرضُ قيحَ الردى
إذ المسلمون أضاعوا الهُدى

وما حكّموا شرعه في الدنا
وما فتئوا رُكّعاً سُجّدا

وباعوا الديارَ ، ودكّوا العُرى
وما لتحللهم مِن مَدى

وظنوا المناسكَ إسلامَهم
وسُنة خير الورى أحمدا

على الأتقياء كمثل اللظى
يُحرّق مَن تاب ، ثم اهتدى

وقط وديعٌ على مَن طغى
لطيف المُحَيّا كمثل الندى

ولم يُغر أعداءَهم دينهم
وكيف بمستهتر يُقتدى؟

إذا ما تساوَوْا بأعدائهم
ولم يلمَسوا عندهم سؤددا

تمسّك أعداؤهم بالذي
لديهم ، وكان لهم مَوْردا

مُصيبة أمتنا أجهزتْ
فغابت قواها ، وغاب الصدى

وبالأمس كانت مَلاذ الغثا
وكانت لمَن هلكوا مُنجدا

وكان يَذِل لها مَن علا
وكانت تؤدّب مَن ألحدا

وكانت تجاهد مَن أشركوا
وتوقِفُ بالسيف مَن عربدا

لماذا هي اليوم تحت الثرى
وليست تُهاب ولا تُفتدى؟

بتعطيلها شرعِها عُوقبتْ
وأضحى الكفورُ لها سيدا

© 2024 - موقع الشعر