مِسْكيٌ ولا يبيع المِسْك! - أحمد علي سليمان

أأغراكِ فِيّ الجمالُ الوسيمْ
فقلتِ: أراكَ المَلاك الكريمْ؟

وكان احتيالكِ أضحوكة
فواعجباً لاحتيال الحريم

وبعتِ الكرامة في نزوةٍ
وكنتِ ضحية كيدِ الرجيم

وأتقنتِ حَبكة ولهانةٍ
تُعاني السُعارَ الشديدَ الكظيم

سبا عقلكِ العشقُ لمّا زكا
فلم تعبئي بالمصير الوخيم

وكبّلكِ الحب لمّا غزا
فؤادكِ لما بدأتِ الهجوم

وأدخلتِني الدارَ في خِسّةٍ
لعارٍ يجُرّ الورى للجحيم

وأغلقتِ بابَكِ مَسعورة
على صَيدكِ المستكين الوسيم

وأغرتْكِ نفسُكِ أن الذي
تريدين يمضي كمثل النسيم

وصرحتِ باللفظ في جُرأةٍ
كأني حَليلٌ ، بشوق يهيم

وأضفى لهاثك شرعية
كأنكِ زوجي الودودُ الرؤوم

وهددتِ ، لم تتركي فرصة
لعبدٍ تغشّته شتى الهموم

وغرتْكِ خلوتنا وحدنا
أليس يرانا البصيرُ العليم؟

وراهنتِ جَهرأ على عِفةٍ
تُراوحُ بين الهوى والزعوم

فأيقنتُ أنيَ مستهدفٌ
وحتماً سأصبو إلى ما تحوم

فقلتُ: ائذني بدخول الخلا
لكيما أميط الأذى والزهوم

وأخرُجُ منه على أهبةٍ
عليها يكون الضجيعُ النديم

فوافقتِ في التو مخدوعة
بما أدّعي مِن فِرىً في الصميم

فلما دخلتُ اهتديتُ إلى
دفاع لمَا عِشته من هجوم

فكِلتُ الأذى فوق رأسي لكي
أصُدّ البلاء الوبيلَ الذميم

فقلتِ: ابتعدْ لستَ أهلاً لمَا
أردتُ ، فأنتَ فتىً مُستقيم

فأبدَلني الله مِسكاً زكا
شذاه دواءُ العليلِ السقيم

© 2024 - موقع الشعر