ماء زمزم لما شرب له! (ليلى الحلو) - أحمد علي سليمان

ليلى بَصُرْتكِ - في العواتق - فاضلةْ
تترفعين عن الأمور الباطلة

وتُحبّذين العيشَ في كنف الهُدى
وبشِرعة الإسلام أنتِ العاملة

ولئن بَلاكِ اللهُ بالمرض الذي
هو طعنة تُفضِي لأفضل نازلة

وتُكلف الإنسانَ يوماً عُمره
ليودّع الدنيا اللجوجَ العاجلة

ولقد وجدتكِ - في التصبّر - آية
لا تستبدّ بها الخطوبُ الصائلة

ولمستُ فيكِ مناقباً لا تنقضي
تهدي الرشادَ لكل فضلى عاقلة

ألقيتِ دلوَك - في التوكل - عن رضا
لم تعبئي برحى السِقام الغائلة

ونصحتِ مَن ينهاك عن طلب الشِفا
فغزا التفاؤلُ داركم والعائلة

وأخذتِ بالأسباب دون تواكل
إن التواكل كم يعوقُ القافلة

وسألتِ أهل الطب هل مِن حِيلة
تجتث من جسمي النحيل الآكلة؟

لأعيش أرفل في الحبور وفي الهنا
نعمَ الحياة بها أدندن رافلة

نعمَ الحياة بلا سقام أو عنا
وبلا عذاب ، أو زرايا قاتلة

ثم التمستِ الطب في أقصى الدنا
وغدوتِ مِن بلدٍ لأخرى راحلة

والأهلُ حولكِ كلهم يرجو الشِفا
ودموعُ أعيُنِهم تهدّل هاطلة

يبكون (ليلى) أن يُعذبها الأسى
تنعى الشبية خلفتها ثاكلة

وتبيتُ تخنقها عذاباتُ الجوى
إما انتهتْ لمحاولاتٍ فاشلة

وتظل تحلمُ بالتماثل للشفا
والأمنياتُ - أمام حُلمكِ - ماثلة

وتقومُ تسألُ ربها بتبذل
وتقول: ربّ اقبلْ دعاء السائلة

وتقولُ: زمزمُ للذي شربتْ له
ها قد شربتُ ، وبعدُ ذا أنا غاسلة

وأظن ظن الخير بالله الذي
منه الشِفا ، ثم السلامة نافلة

وتحققتْ بالشرب أغربُ آيةٍ
لمّا شفا الرحمنُ تلك الفاضلة

فالحمدُ لله الذي آلاؤه
مهما تناءى الخلقُ عنها هائلة

© 2024 - موقع الشعر