ليت لي هذا الحِلم! (معن بن زائدة) - أحمد علي سليمان

تشُوقُ القلبَ أخلاقُ الأميرِ
فيرمقُ طيفها كالمستجيرِ

ويأخذ في التكلف والتحايا
لصاحبها ، ويوشك أن يطيرا

ويعجبُ بالمكارم والسجايا
وقد أمسى بمَحْتِدِها فخورا

وتسبيه المناقب والمزايا
ومَعْنُ - بجلبها - أضحى جديرا

له - في الحِلم - آياتٌ عِظامٌ
عليها لم أجدْ يوماً أميرا

فليس يزيدُ - بالجهل - انفعالا
بل الإغلاق يجعله صبورا

ويأتي بالتحلم كل حلم
ويجزي الله صاحبه الأجورا

وكم يسبي الحليمُ قلوبَ جمع
فيغدو الجمعُ مرتهناً أسيرا

وكنتُ أريدُ أن أحيا حليماً
سليمَ القلب صباراً وقورا

ولكنْ آفتي أني عَجولٌ
وإنْ جهلَ السفيهُ رأى هصورا

وما لي في التزلف والتدسّي
ومَن داجى أتى ظلماً وزورا

إذا احتدم الجدالُ فقدتُ رشدي
وطاوعتُ الهواجسَ والغرورا

وغلبتُ الذي نفسي تراهُ
وأقطعُ أنني لن أستشيرا

وحظ النفس عندي كل شيء
كأني قد غدوتُ لها أسيرا

وفي التنظير أخسرُ ما ألاحي
به خصمي ، فأجترّ الشرورا

وأبقى رهنَ غيظي وابتئاسي
حزينَ القلب مُلتاعاً كسيرا

ويُمسي الخصمُ في يُمن وبشر
فإن القلب ممتلئٌ سرورا

ولو أني اتخذتُ الحِلم نهجاً
وكنتُ - لدى التخاصم - مستنيرا

وصاحبتُ التصبر والتأني
وكنتُ لحِلم (مَعْن) مُستعيرا

لمَا غلبَ الخصومُ ، ولا استبدّوا
بما أرجوه إذ كنتُ الخسيرا

فليت القلبَ يحلمُ مثل معن
ليُصبح خصمه خِلاً سميرا

© 2024 - موقع الشعر