إلا تنصروه فقد نصره الله - أحمد علي سليمان

انصروا الحق يَخفكم كل عاتِ
وابذلوا في الساح أغلى التضحياتِ

واصنعوا المعروف في كل صعيدٍ
واقمعوا كل الخنا والمنكرات

إن تقاعستم عن الدين احتفاءً
بالدنا بُؤتُم بأخزى الموبقات

إن خذلتُم (مُصطفاكم) في البرايا
نصرُه - من ربه الجبار - آت

واقرأوا التاريخ تلقوا صدق قولي
إنما التاريخ أستاذ الغفاة

أمرُ هذا الدين موكولٌ لرب
بأسُه ماض على كل العُتاة

و(أبو بكر) على قولي مثالٌ
سيرة الصدّيق تُهدينا العِظات

جاءه القومُ يريدون افتتاناً
مُوغلين السير في درب افتئات

فاجأوا الصديق بالدعوى احتيالاً
واختباراً في خِضَم الشائعات

قائلين الخل قد أمسى نبياً
ورسولاً من إله الكائنات

قال: إنْ قال الذي قلتُم فصدقٌ
وأنا صدقتُ من أعماق ذاتي

وانبرى (الصديق) يُصْليهم بسُؤل
مستنير النص موفور العِظات

قال: إني سائلٌ إياه قطعاً
وهْو عندي لا يقول الترّهات

صادق القول أمينٌ ليس يهذي
ويُحلي قوله بالبينات

وأتى الصديق مدفوعاً بشوق
وعلى القلب بدا بأس الثبات

يسألُ المختارَ عن دعوى أشيعتْ
ولها بين الورى بعضُ رواة

فأجاب المصطفى أني رسول
بالهدى أرسلتُ ثم المكرمات

وأبو بكر يقول: الآن إني
مسلمٌ غيّرتُ منهاج حياتي

ودعا لله أقواماً وأهلاً
وقريشٌ جرّعته العائدات

ثم كانت رحلة الغار ابتلاءً
صقْلها الإسلامَ والإيمانَ عات

قال: لو عينيه أغضى لرآنا
كافرٌ يدعمُ ثاراتِ العُتاة

فإذا بالمصطفى يُحري جواباً
بكُليماتٍ حوانٍ مُخبتات

قال: ما الظنُ بنا والله معْنا؟
ثالث الإثنين رب الكائنات

قال: لا تحزن فإن الله معْنا
فاثبُتنْ يا صاحبي في المعضلات

ثم زالت محنة ، وانجاب كربٌ
عندما عادت زرافات الطغاة

تمضغ اليأسَ ، وتجتر المخازي
لم يكن ما ترتجي من أمنيات

وأذاق الله طعم الذل قوماً
ناهضوا الحق فباؤوا بالموات

إن رب الناس بالمرصاد ، هذي
سُنة لا يعتريها من فوات

© 2024 - موقع الشعر