لن يخلقوا ذبــابــًـا - أحمد علي سليمان

حَدَثَ الذِي مَا لَمْ أَكُنْ أَتَوَقَّعُ
مَا ضَاعَ مِنْ شَيءٍ ، فَأَنَّى يَرْجِعُ؟

مَوءودةٌ عَيْنٌ ، فَكَيْفَ بِهَا تَرَى
مِثْلَ الذي كانتْ تَراهُ ، وأَنصَع؟

أَنَا لَسْتُ شَكَّاكًا بِقُدرة ربِّنَا
لكنْ أُناجِي الطِّبَّ: هَلْ يُتوقَّع؟

خَلْقُ المَليكِ ، وأيُّ شيءٍ بَعْدَهُ؟
لنْ يخلُقوا ظُفُرًا ، وإنْ يَتَجَمَّعوا

مَنْ كانَ يَخْلُقُ ، هلْ سِوَاهُ خالقٌ
أوَليسَ مِنْ عقْلٍ لآيٍ يَسْمَع؟

قالَ الإلهُ بأَنَّ هذا خلقُهُ
فأروهُ مَاذا قد خَلَقْتُم يَنْفَع؟

أمْ أنَّ خَلْقَ اللهِ قدْ جعلوا لَهُ
شُركاء قد خَلَقُوا؟ فَبِئْسَ الُّلكَّع

أَتَشَابَهَ الخَلْقَانِ: خلقُ إلهِنَا
وَمَنِ ادَّعَوا؟ هَذا ضلال يخدع

اللهُ مَوْلانا ، وخَلاَّقُ الوَرَى
الواحدُ القَهَّارُ ، يا قومِي ارجِعُوا

إنَّ الذينَ دَعَوْتُمُ مِنْ دُونِه
لنْ يخلُقوا ذُبَّانَةً ، فَثِقُوا وعُوا

حتى وإنْ سَلَبَ الذُّبابُ شُعَيْرَةً
منهم ، فلنْ يَستنقذُوها ، فاخْشَعوا

لمَّا ابتُلِيتُ بمُقْلَتي ، اسْترجعْتُ لمْ
أكُ قانِطًا ، إنَّ القُنوطَ يُضيِّع

وتَبسَّمَ القرآنُ بيْنَ أناملي
فذكرْتُ آيَ اللهِ تَتْرَى ، تَسْطَع

وحَلَتْ لعاطفتي الحياةُ ، ولمْ أكُنْ
أحفلْ بها ، بالحق إني أقنع

لَكِنْ سَمِعْتُ مَنِ ادَّعَى أنَّ المَعا
مِلَ عندهَا عَيْنٌ تَرَى ، فَتَسَمَّعُوا

الكُلُّ أنصَتَ للهُرا ، إلا أنَا
أنْ يخلُقَ المخلوقُ ، لا أَتَوَقَّع

مَنْ كانَ ليْس بخالقٍ ذُبَّانَةً
أتراهُ يخلُقُ مَنْ تَرَى؟ فتَراجَعُوا

قالُوا: صَدَقْتَ فخلْقُ ربِّكَ يَستحي
لُ مَثيلُهُ ، واسْتَغْفروا ، وترفَّعُوا

© 2024 - موقع الشعر