لله في خلقه شؤون - أحمد علي سليمان

رأيتُ دمعَك - بالإرشاد - مُختلطاً
وأشهدُ اللهَ أن النصحَ خيرُ عطا

تخافُ ربك في سِر وفي علن
فكيف تخشى كلابَ الأرض والقِططا؟

تقواك أثقلُ في الميزان مِن جُرُمي
لأنني رجلٌ - في غيّه - انخرطا

وأنت أعظم إيماناً وتجربة
مِن الذي قلبه – بالشرع - ما انضبطا

تغشى المساجد محبوراً لتعْمُرها
لمّا غدوت بها - يا شهم - مرتبطا

وللشعائر فحواها وبهجتها
ترجو بها جنة الفردوس مغتبطا

وتتقي النارَ - في أخراك - مُرتجفاً
كأنها جبلٌ - من تحتك - انبسطا

تسعى بجد وإخلاص ومَسكنةٍ
وتشفِق الدهرَ مِن سعي إذا حبطا

والكلب ما احترمَ الصلاة جئت لها
كأنه - خطأ عليك - قد سخطا

أولى بنبحك يا كلبُ الألى فسقوا
مِن الذين غلوْا ، واستعذبوا الغلطا

أحرى بعَقرك مثلي بالذي كسبتْ
يداي حتى وطئتُ الشيبَ والشمطا

ما عذر مثلي إذا ما قيل مجترىءٌ
على المليك ، يحب السوء والشططا؟

ما حُجتي عندما ألقى الإله غداً
ولحمُ وجهي - إذا ما لامني - سقطا؟

أسرفتُ دهراً على نفسي فما ربحتْ
وكان أمري - بما قارفته - فرُطا

وما اعتبرتُ بما عاينتُ مِن نذر
وما أتيت الذي رب الورى اشترطا

وما فقهت من الإسلام شِرعته
وما اصطحبت له الأكارمَ البُسَطا

ولم أٌصلِّ ، ولم أزل ربيب غنىً
فإن ربي ليَ الأرزاق قد بسطا

ولم أصم رغم إسلامي ومَقدرتي
والعينُ ما دمعت ، والقلبُ ما نشطا

واليوم تبتُ - على يديك - معتذراً
إلى الرحيم ، وأدعوه بلا وُسَطا

رباه فاغفرْ لعبدٍ تاب مُعتزماً
أنْ لا يعودَ لذنب منه قد فرطا

© 2024 - موقع الشعر