شؤون وشجون! (خيانة الصديق كارثة) - أحمد علي سليمان

أحكي لمن هذا الشجنْ
والقلب تحدوه المحنْ

أبكي الحنيفة ، والهُدى
في عالم عشق الإحن

والدمعُ خمش وجنتي
والدارُ عرقلها الوهَن

في كل صُقع تستبا
حُ دماؤنا عبْر الفِتن

كيف استُبيح العرض أض
حى - في الأنام – الممتهن؟

أو كيف ضاع الحق من
ا في متاهات الشجن؟

كم ذا انتحبتُ ، ولا مجي
ب سوى النشيج الممتحن

أما رفاق الدرب خا
نوا ، ثم صرتُ المرتهن

حتى ابتليت برفقةٍ
حمقاءَ ، مطمحُها وثن

وأصوغ شعراً كربتي
مات القريض ، ولا كفن

غيري يُغازل في الملا
أطيافَ خضراء الدمن

ويقول شعراً في القوا
م ، وفي الجبين المحتقن

ويراقصُ الأوزان والتفعي
ل في ظل الفنن

قد كان يوماً شاعراً
فذاً على السر اؤتمن

كم أنشدَ الأشعارَ ، يك
شفُ زيف مَن لا يؤتمن

واليوم كيف يُسَخرُ ال
أشعار في هذا العفن؟

إن غادر الربان سا
حته فما أشقى السفن

وإذ أصاب المرءَ كي
دٌ ضاق سراً والعلن

ولئن أصاب الروحَ طي
فٌ لاشتكى منه البدن

والدين أغلى من حيا
ة المرء إن كان الفطن

وإذا تنكرت الخلا
ئقُ كانت التقوى الوطن

والموت حقٌ ، يا فتى
فيم التعلل بالمِحن؟

فاعملْ لجنة ربنا
واربأ بنفسك لا تهن

© 2024 - موقع الشعر