شاب شَعره ولم يشب لسانه - أحمد علي سليمان

هو الشيبُ يُردي سيئ الهفواتِ
ويقهرُ ما في النفس مِن نزواتِ

ويزجرُ ما في الذات مما يشينها
ويقمعُ ما في القلب من نزغات

ويَردعُ كِبْراً في الحنايا يؤزها
ويكبتُ ما فيها من الخطرات

فكم من عيوب حطم الشيبُ بأسها
وأنقذ أهليها مِن الشبهات

وكم من سجايا دعَّم الشيبُ أصلها
فأنبت فيها أعطر الزهرات

وليس يُعاب الشيبُ إن ضلّ أهله
وكيف يُعابُ الشرعُ إذ يُبتلى بعُصاة؟

إذا شاء شعر المرء فليعتبرْ به
ويُمْسي حزيناً ضارعَ الرعشات

أيهزلُ بين الناس مَن كان شيبة؟
ألا يذكر الأحداث والوقعات؟

ألا يذكر القبرُ الوشيكُ دخوله؟
ألا يستحي من هادم اللذات؟

ألا يا جهولاً بالمشيب وحقه
ستبذل يوماً سيئ الحسرات

وتندمُ أن لم تستجبْ لنصيحتي
وتفضحُ في الساحات والعَرَصات

© 2024 - موقع الشعر