لا يُطفئ النارَ الرماد - أحمد علي سليمان

ابْلغوا – بالكيد – آمادَ الذرى
واسكُبوا الحقدَ على ساح القرى

واهدموا درباً سلكناهُ معاً
واشحذوا حُمقاً – على الأرض - جرى

واملأوا الناسَ بكُرهي ، واقتلوا
كل ودٍ في الشرايين سرى

صدّقوني لن تنالوا همّتي
ودمي لا لن يكون المُهدَرا

وفؤادي ليس يخبو نورُه
وعطائي – اليوم – أضحى أوفرا

وطموحي بالبلاءات سما
واعتلى شعري بهنّ المِنبرا

واكتسى بالتِبر ثوباً زاهياً
وعلى الأبيات رشّ العنبرا

وسعى - نحو المعالي - مُعلناً
أن يراه الناس شعراً نيرا

هجر الأوباش حتى يعلموا
أنهم أخزى وأشقى مَعشرا

لم يكن يفخر - في يوم - بهم
هل يرى العاقلُ – فيهم – مَفخرا؟

إنني نارٌ ستكوي كيدَهم
وأرى بأسي كآساد الشرى

وبعزمي سوف أجتاحُ الغثا
وبصبر المرء تشتدّ العُرى

هم رمادٌ لا يُساوي نفخه
هل رمادُ النار يؤذي المِجمرا؟

هم ذبابٌ ليس يُخشى جيشه
هل أسودُ الغاب تخشى الجَيهرا؟

إنما النيرانُ بالعلم زكتْ
ليس يُطفي النارَ أوباشُ الورى؟

ولهيب النار ماح إفكَهم
صاح وهْج النار خيراً أثمرا

فاكتبِ الشِعرَ ، وزايلْ صفهم
وامض في الدرب ، ودع عنك الكرى

© 2024 - موقع الشعر