لا عتابَ يضيع معه الحق - أحمد علي سليمان

رأيتُ العتابَ يزيد الهوى
وفي القلب يُشعل نار الجوى

يؤجّجُ - في النفس - أحقادها
وبعدُ يُزيلُ جميعَ القوى

وتمسي الحقائق في ظلهِ
مَخارفَ ليس لهن صُوى

ويُصبح ذو الحق مستحسراً
كمثل المريض قلاه الدوا

ويُردي الثوابتَ سيفُ الأذى
ويُوغِل - في الكيد - مَن قد غوى

لأن العتاب أضاع الصفا
وسَعَّر - في القلب - جمرَ الهوى

فباعد بين النفوس التي
رأتْ سعدها في سعير النوى

وفرَّق بين القلوب التي
رأت خيرها في الشقا والخوا

وأزرى العتابُ بمن عاتبوا
وأزرى بمَن – للتلاحي - أوى

وأضحى البريءُ نديمَ البلا
ومِن نار مُر العتاب اكتوى

عتابٌ كمثل الحَميم غلى
ومنه البريءُ النقي ارتوى

وذاق - مِن اللوم - ما صده
عن العيش والناس حتى انزوى

وصار وحيداً يَلوكُ الأسى
وجافى الجميع ، وبعدُ انطوى

فلا مرحباً بالعتاب الذي
له الدسّ والزيفُ - عمداً - لوا

ومرحى به في ظلال الهُدى
وإن لكل أمرئ ما نوى

© 2024 - موقع الشعر