لا اجتهاد مع النص - أحمد علي سليمان

النصوصُ أولى مِن الآراءِ
تلك روحُ الشرعية الغرّاءِ

كل نص له اعتبارٌ ورُوحٌ
وضياءٌ يُجْلي دُجى الظلماء

كم نصوص قد بُيّنتْ ، فاستبانتْ
ما اعتراها من بعدُ أي خفاء

ربنا المولى قوله خيرُ قول
وكذا قولُ أشرفِ الأنبياء

كم ضللنا بالاجتهادات حادت
عن صراط الرّحمن رب السماء

ثم جادلنا أهلها باحترام
فاستبدّ الأغرارُ بالآراء

ليس رُزءٌ كالاعتداد برأي
مُستريب يُفضي إلى أرزاء

واللبيبُ مَن يَسلكُ الحق درباً
مُستدلاً بالصفوَة العلماء

مُستعيناً بالبينات احتساباً
رافضاً نهجَ الطغمة السفهاء

ليس يُلغى دَوْرَ العقول بَتاتاً
حيث إن التكاليف للعقلاء

إنما دَورُ العقل إعمالُ فِكْرٍ
بعد فهم يقودُه لاهتداء

ما له - في عِلم الكلام - نصيبٌ
جُلُ عِلم الكلام مَحضُ افتراء

هكذا أصحابُ النبيّ جميعاً
فاستحقوا مَدراجَ الأولياء

إنْ بدا النصُ عظموه وقالوا
قد أطعنا بلا قِلىً أو جفاء

واقتدى بالأصحاب مَن تابعوهم
واقتدى أيضاً خِيرة الفقهاء

قولهم إن خالفَ النص يُرفضْ
أعلنوها في الناس دون امتراء

© 2024 - موقع الشعر