هُنِئتَ بِالعيدِ بَل هُنِّيَ بِكَ العيدُ - صفي الدين الحلي

هُنِئتَ بِالعيدِ بَل هُنِّيَ بِكَ العيدُ
فَأَنتَ لِلجودِ بَل إِرثٌ لَكَ الجودُ

يا مَن عَلى الناسِ مَقصورٌ تَفَضُّلُهُ
وَظِلُّ رَحمَتِهِ في الأَرضِ مَمدودُ

أَضحَت بَدَولَتِكَ الأَيّامُ مُشرِقَةً
كَأَنَّها لِخُدودِ الدَهرِ تَوريدُ

أُعطيتَ في المُلكِ مالانَ الحَديدُ لَهُ
حُكماً فَأَنتَ سُلَيمانٌ وَداودُ

لَكَ اليَدانِ اللَتانِ اِمتاحَ بِرَّهُما
بَنو الزَمانِ وَريعَت مِنهُما الصيدُ

قَضى وُجودُهُما فينا وَجودُهُما
تَكذيبَ مَن قالَ إِنَّ الجودَ مَفقودُ

ماذا أَقولُ وَمَدحي فيكَ ذو قِصَرٍ
وَأَنتَ بِالفِعلِ مَمدوحٌ وَمَحمودُ

إِذا نَظَمتُ بَديعَ الشِعرِ قابَلَني
مِنَ السَماحِ بَديعٌ مِنكَ مَنقودُ

فَلا مَعانيهِ في الحُسنى مُغَلغَلَةٌ
وَلا بِأَلفاظِهِ في البِرِّ تَعقيدُ

فَعِشتَ يوليكَ طَيبَ العَيشِ أَربَعَةٌ
عِزٌّ وَنَصرٌ وَإِقبالٌ وَتَأيِيدُ

وَلا خَلَت كُلَّ عامٍ مِنكَ أَربَعَةٌ
نِسكٌ وَصَومٌ وَإِفطارٌ وَتَعيِيدُ

© 2024 - موقع الشعر