قل بقولك أو بعض قولك! (الحمادي) - أحمد علي سليمان

بعضُ قومي بالمدح في الوجه يَرضى
وأنا قد كرهتُ ذاك البَعضا

إنني يا أستاذنا دون هذا
ليس ذنبي أنْ بعضُ قوميَ مرضى

أتوارى عن كل مدح وصِيتٍ
لستُ أهوى فيما نبغتُ الضوضى

رُب عُجْب أودى بليثٍ هصور
فتردّى بما أتى في الفوضى

كم مَنحتُ الأشعار جُهدي ووقتي
ثم أنشدتُ الناسَ شعراً مَحضا

كم بذلتُ الدماء تروي قريضي
لأراه بالخير يُزجي نبضا

لم أطوّع ، ولم أنافقْ بشعري
ولهذا - في الصدع - قد كان أمضى

لم أداهن لدرهم ، أو متاع
إنني أبغض التصنع بُغضا

لم أردْ بالأشعار جاهَ فلان
ما ابتغيت بما تغنيتُ أرضا

بل جهرتُ بالحق أنشد أجري
عند ربي ، عسى المهيمن يرضى

وانطلقتُ بالشعر أنذر قومي
فغدا الإنذار المناوئ فيضا

يا عليّ ثناؤك اليوم أغلى
من قريض أمسى - على القلب - فرضا

قل بما قد تراه فيّ ، وإني
سوف أهدي للناس يا صاح وَمْضا

والمحب يرى الحبيب عظيماً
والثناء دَيْنٌ عليّ سيُقضى

إيهِ يا حماديّ ، كنتَ كريماً
لم تشأ لي - بين الخلائق - خفضا

كلماتٌ لمّا يقلها شقيقٌ
كزهور كانت تُجمّل رَوْضا

خرجتْ من قلب أحبّ وأعطى
وضمير عن كل عيب غضا

أنا يا حماديّ أشكر قولاً
قلته ، والإحساسُ عانى القبضا

طبتَ شهماً يا أيها الشيخ دوماً
وسلمتَ هدياً وسَمتاً وعِرضا

كم سهرتَ تُنقح العلم ، ترجو
أجره ، ما تذوق عيناك غمضا

كم تمتعنا في (الحساوي) بعَرض
رَب باركْ خطيبنا والعَرضا

أنت مثلي لمّا تُجاملْ ملياً
ولهذا نهضتَ - بالعلم - نهضا

وسبرتَ أغوار عِلمك حتى
لا تخوض في العلم والفقه خوضا

مِن هنا أحببتُ فيك التفاني
وركضتُ إلى رحابك ركضا

ورجائي أن يأجر الله سعيي
حيث إني – بعزمتي - أتوضا

رب واجعلنا في لوا مُصطفانا
ثم لا تحرمنا الهنا والحَوضا

© 2024 - موقع الشعر