قصيدة ولكن هواء - أحمد علي سليمان

يا أيها الشعر هل يُردي الأسى كلمي؟
وهل يزيل الجوى ما خطه قلمي؟

كتبتُ للخل مِلحاحاً ومُعتذراً
وكل لفظٍ حوى في خافقيه دمي

وصدّق الزيف خل ليس ينصفني
ولم يصُن ودنا في حالك الظلَم

وما تبيّن ، حتى باع صحبتنا
وبعدُ عانى من التوبيخ والندم

بذلتُ نصحي ، وأرسلتُ الألى انتصروا
لي - عند صاحبنا - بالعقل والحِكَم

أدانُ جهراً ، ولا خل يبَرئني
وبين أصحابنا اندكت عُرَى القيم

وإن تكلمتُ ما لاقيت منتصتاً
فهل مسامعهم تشكو من الصمم؟

هذا القريض هواءٌ لا اعتداد به
أليس يصدر عن بلوى وعن ألم؟

فيم التخاذل؟ والأعداء قد جمعوا
كيداً تترّس بالسيوف والحمم

هذا النذير ، فهل نحن الألى فطنوا
كيلا نسير إلى البلوى على قدم؟

لم أرتكب في الورى وزراً لتوسعني
سباً ، تراني من السباب في سقم

كفي مجاوزة للحد في صلفٍ
فذي علاقتنا في التيه والديم

ارحم أخاك ، وقد أتاك معترفاً
رغم البراءة بالأخطاء في عشم

ما حِيلتي عند من ينأى بجانبه
وإن تلفظتُ أردى بالهراء فمي؟

© 2024 - موقع الشعر