في موكب الحجيج - أحمد علي سليمان

الحجيجُ لبّوا ندا الخلاق
بارتياح يُزْكي سنا الأشواقِ

جهروا بالتوحيد في كل وادٍ
أعلونها – صدقاً – من الأعماق

في (مِنىً) لبوا ، ثم نالوا فرادى
واستساغوا شريعة الرزاق

فرشوا الأرض في انكسار وتقوى
واللحافُ من عاطر الآفاق

ثم في يوم النحر عقوا الأضاحي
كي يكون مع الخليل التلاقي

ثم رميُ الجمار دون مَلالٍ
وطوافٌ بالبيت في إشفاق

موكبٌ مِن حقد النفوس مُعافىً
ليس فيهِ سوآى على الإطلاق

كلهم يسعى للقبول ، ويخشى
أن يبوء بخيبة الإخفاق

أخلصوا للرحمن كل النوايا
فاستراحوا من سيئ الأخلاق

ما استبد كلٌ برأي نشاذٍ
فنجوْا من مثالب الإرهاق

بذلوا في الرحمن كل نفيس
لم يخافوا من وطأة الإنفاق

ثم عادوا ، وما عليهم خطايا
ليسيروا على خطى الميثاق

إن حَجّاً لله ليس كحج
للتباهي بصيته الرقراق

فتقبلْ يا رب من كل عبدٍ
جعل الحج في رضا الخلاق

ثم أصلحْ نياتِ مَن قد تباهوْا
راحلون ، وأنتَ أنتَ الباقي

إن يموتوا يا رب فاصفحْ ، وسامحْ
وأجرْهم من خزي يوم التلاق

© 2024 - موقع الشعر